توقع أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية د. جمال الشلبي أن يكون الأردن هو أول مكان في المنطقة، يزوره جو بايدن إن فاز في الانتخابات، فحسبه لن يزوره الدول الخليجية أو مصر أو تركيا أولًا.

وقال خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا إن الأردن لم يداهن البيت الأبيض بخصوص سياسات ترامب، التي نفذها خلال السنوات الأربع الماضية، خاصة كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

واوضح الشلبي أن لأمريكا هدفان في المنطقة، اولهما النفط، والنفط، لأسباب مختلفة، لم يعد يحتل أهمية استراتيجية في السياسة الأمريكية، فهو أولًا سينتهي خلال عقدين، وأمريكا تمتلك احتياطي كبير، ولم تعد تحتاج نفط المنطقة، إضافة إلى بروز مصادر طاقة أقل تكلفة وصديقة للبيئة.

الهدف الثاني يتمثل في حماية دولة الاحتلال، وقد بات في حكم المؤكد أن دولة الاحتلال، وفق الشلبي، لم تعد تخشى أي دولة عربية، وأصبحت الطريق أمامها ممهدة، لتكون الدولة الأقوى المسيطرة على المنطقة، بعد أن جرى تحطيم الجيش العراقي عام 2003، وإنهاك الجيش السوري في حرب طويلة منذ عام 2011، وإلهاء الجيش المصري بعصابة داعش الإرهابية في سيناء.

إذًا دولة الاحتلال أصبحت قادرة أن تعتمد على نفسها، وهذا يسمح لأمريكا بالخروج من المنطقة، وهي مطمئنة على أمن الاحتلال، وأن الدول العربية لم تعد تشكل خطر عليه، وعلى مصالح أمريكا في المنطقة، وبذلك يملأ الاحتلال الفراغ، ففي الاستراتيجية الأمريكية منذ سنوات، أي قبل ترامب، أولوية تتمثل في القيام  باستدارة نحو "أوراسيا" لمواجهة الصين وروسيا ودول آسيا الأخرى، فهذه الدول هي التي أصبحت تهدد المصالح الأمريكية.

ويوجد سبب آخر لهذه الاستدارة أو الخروج الأمريكي من المنطقة، يتمثل في أن الانتشار الواسع لقواها العسكرية وغيرها في العالم مكلف جدًا، والاقتصاد الأمريكي لم يعد قادرًا على توفير هذه المخصصات الضخمة، لذا فخروج أمريكا من المنطقة أمر حتمي.

وحول الانتخابات الأمريكية، قال الشلبي إن كل المؤشرات تفيد بأن بادين هو من سيفوز بالانتخابات، وبادين هو صورة الأمريكي الذي نعرفه، خلافًا لـ ترامب الذي كان بصورة غير مناسبة وفجة.

اقرأ أيضاً: أطباء أردنيون من أمريكا على استعداد للحضور إلى الوطن للمساهمة في معركة كورونا - فيديو 

وقال إنه متفائل أن يشكل فوز بايدن فرصة للدبلوماسية الأردنية أن تتمكن من إعادة المسارات السياسية إلى الطرق الصحيحة، خاصة أن جلالة الملك هو الناطق باسم الزعماء العرب، بوصفه يحظى بالاحترام لدى المراكز الأمريكية.

من جانبه أكد الناشط في نقابة موظفي المدارس الحكومية بولاية كاليفورنيا الأمريكية مناضل حرز الله، الذي شارك في الفقرة نفسها عبر سكايب من امريكا، أن المشهد الأبرز في الولايات المتحدة الأمريكية الآن هو الانقسام العمودي في المجتمع الأمريكي، وهذا يحدث لأول مرة في التاريخ.

وقال إن من يلجأ إلى القضاء، كما فعل ترامب ومحاموه هو الخاسر، لكن عام 2020 هو عام المفاجئات، فمع أن من يسأل أي أمريكي عن فرص ترامب في الفوز، فإنه يجيب بأن لا فرص له، ومع ذلك فهو ينافس وبقوة، والمعركة، وإن كانت المؤشرات ترجح فوز بادين، إلا أن الأمر قد يحمل مفاجئات.

وأشار إلى أن لا ترامب أو بايدن من يحدد السياسة الخارجية، بل مجموعة من القوى القوى والمؤسسات الاستخبارية والعسكرية وغيرها.

وأوضح أن أخطر ما كشفته هذه الانتخابات عجز الديمقراطية الأمريكية عن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة بصورة ديموقراطية، واهتزاز صورة الديمقراطية نفسها، واهتزاز قوتها وهيبتها، فأصبحت مكانة الديمقراطية الأمريكية تحت المجهر.

وحول سؤال: لمن صوت العرب الأمريكان، فقال إن معظم الأقليات، بما في ذلك العرب والمسلمين صوتوا ضد ترامب، فاختاروا بادين، صحيح أنهم كانوا يفضلون أن ينتخبوا ساندرز، لكن بفشل ساندرز في انتخابات الحزب الديمقراطي ذهبت أصوات الأقليات إلى بايدن.

وأكد ان لا فرق في موقف ترامب أو بايدن تجاه القضية الفلسطينية، فالأول منحاز ضد الفلسطينيين، لكن بالقبضة الحديدية، والثاني كذلك، لكن بالقفازات الناعمة.