تأثير تغير الفصول على مرضى السكري: كيف يتكيفون مع التحديات الصحية؟ - فيديو
- د. وسام عايش - مثقفة ومؤثرة في مرض السكري
- تأثير تغير الفصول على مرضى السكري: كيف يمكن التكيف مع التحديات الصحية؟
مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في جميع أنحاء العالم، ويؤثر التغيرات الموسمية بشكل كبير على صحة المرضى المصابين به. يعد تنظيم مستويات السكر في الدم أمرًا بالغ الأهمية لمرضى السكري، ويواجهون تحديات إضافية عندما تتغير الظروف البيئية مع تغير الفصول. في هذا المقال، نستعرض تأثير تغير الفصول على مرضى السكري وكيفية تكيفهم مع هذه التحديات الصحية بناءً على مصادر طبية موثوقة.
تأثير تغير الفصول على مستويات السكر في الدم
تتغير مستويات السكر في الدم عند مرضى السكري بناءً على التغيرات في درجة الحرارة، وضوء الشمس، والعادات اليومية التي قد تتأثر بفصول السنة. ففي فصل الصيف، تكون درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى زيادة التعرق، مما يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على تنظيم السكر في الدم. من جهة أخرى، في فصل الشتاء، قد يقل النشاط البدني بسبب الطقس البارد، مما يؤدي إلى تقليل حرق السعرات الحرارية وزيادة احتمالية ارتفاع مستويات السكر في الدم.
الصيف:
في فترات الحرارة المرتفعة، يتعرّض الجسم للضغط الحراري، وهو ما قد يؤثر على عملية تنظيم مستويات الجلوكوز. الأبحاث الطبية تشير إلى أن التعرق المفرط في فصل الصيف قد يسبب تذبذبًا في مستويات السكر في الدم، وقد يعرقل قدرة مرضى السكري على قياس مستويات الجلوكوز بدقة بسبب الجفاف. كما أن التغيرات في النظام الغذائي والتفضيلات الغذائية في الصيف، مثل تناول الأطعمة المثلجة أو المشروبات السكرية، قد تساهم أيضًا في زيادة مستوى السكر في الدم.
الشتاء:
أما في فصل الشتاء، فقد يواجه مرضى السكري تحديات مرتبطة بالتقليل من النشاط البدني بسبب الطقس البارد. قلة النشاط يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن، وهو ما يمثل عامل خطر إضافي للسكري من النوع 2. كما أن البرد الشديد قد يسبب انقباض الأوعية الدموية، مما يمكن أن يؤثر على الدورة الدموية ويزيد من خطر الإصابة بمضاعفات السكري مثل مشكلات القدم.
كيفية تكيف مرضى السكري مع التغيرات الموسمية
يحتاج مرضى السكري إلى استراتيجية شاملة للتكيف مع التغيرات الموسمية. فيما يلي بعض النصائح المدعومة بالأدلة الطبية:
-
مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر: من المهم أن يراقب مرضى السكري مستويات السكر في الدم بانتظام خلال فصول السنة المختلفة. يساعد هذا في التكيف مع التغيرات في العادات الغذائية والنشاط البدني استجابة للظروف الجوية المتغيرة.
-
التغذية المتوازنة: تختلف العادات الغذائية من فصل لآخر. في الصيف، قد يفضل المرضى تناول الطعام الخفيف مثل السلطات والفواكه الطازجة، بينما في الشتاء يمكن أن يميلوا إلى تناول الأطعمة الثقيلة مثل الحساء. يجب أن يحرص مرضى السكري على تناول وجبات متوازنة تحتوي على الألياف والكربوهيدرات المعقدة لتجنب تقلبات السكر في الدم.
-
الحفاظ على النشاط البدني: النشاط البدني يعد من العناصر الأساسية في إدارة مرض السكري. خلال فصول الشتاء، يمكن لمرضى السكري ممارسة التمارين الرياضية الداخلية مثل المشي على جهاز السير أو تمارين اليوغا. وفي الصيف، يمكن الاستفادة من الأنشطة الخارجية مثل السباحة أو الجري.
-
التعامل مع التغيرات في الأدوية: بعض الأدوية قد تتأثر بالتغيرات الموسمية، حيث قد تتطلب الجرعات تعديلات بسبب تغيرات في النشاط البدني أو النظام الغذائي. ينصح المرضى بمراجعة طبيبهم بشكل دوري لضبط العلاج وفقًا للظروف الموسمية.
-
التأثير النفسي والضغوط الموسمية: التغيرات الموسمية قد تؤثر أيضًا على الحالة النفسية لمرضى السكري. القلق الناتج عن العوامل الجوية مثل البرد أو الحر قد يزيد من مستويات التوتر، وهو ما يؤثر بدوره على مستوى السكر في الدم. ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق يمكن أن تساعد في إدارة هذه الضغوط.
-
الحماية من المضاعفات: في الشتاء، يمكن أن تكون القدمين أكثر عرضة للبرد والجروح التي قد لا تلتئم بسرعة عند مرضى السكري. يجب عليهم ارتداء أحذية دافئة ومريحة لفترة الشتاء، والحرص على تفقد القدمين بشكل دوري.