
بين الحرية والانضباط.. أيهما أفضل: العمل من المنزل أم في المكتب؟
- الفرق بين العمل من المنزل والمكتب
شهدت السنوات الأخيرة ازديادًا في اعتماد نظام العمل من المنزل، خاصة بعد جائحة كورونا، حيث أصبح العديد من الشركات تتيح لموظفيها خيار العمل عن بُعد. ورغم المزايا العديدة لهذا النظام، كشفت دراسة حديثة أن العمل من المنزل قد يؤثر سلبًا على الصحة البدنية، مقارنة بالعمل في المكتب. فهل يؤثر مكان العمل فعلًا على النشاط البدني والصحة العامة؟
تأثير العمل على النشاط البدني
أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في صحيفة ديلي ميل، أن الشباب العاملين من المنزل يفقدون نحو نصف ساعة يوميًا من النشاط البدني المعتدل مقارنة بنظرائهم الذين يعملون في المكاتب. ويرجع ذلك إلى انخفاض الحاجة إلى التنقل اليومي، حيث يؤدي الذهاب إلى المكتب إلى زيادة النشاط البدني، مثل المشي أو ركوب الدراجات للوصول إلى مكان العمل.
وبحسب الدراسة، فإن بدء وظيفة جديدة يؤدي عمومًا إلى زيادة النشاط البدني بمعدل 28 دقيقة يوميًا مقارنة بالفترة التي تسبق الحصول على الوظيفة، مما يعكس دور التنقل في تحفيز الحركة. في المقابل، فإن الموظفين الذين يعملون من المنزل يسجلون انخفاضًا بمعدل 32 دقيقة يوميًا في النشاط البدني المعتدل، وهو ما يعادل فقدان 16 دقيقة من النشاط البدني المكثف، مثل التمارين الهوائية أو رفع الأثقال.
اقرأ أيضاً: التداخل بين الماضي واللاوعي: كيف يؤثر الماضي في قراراتنا الحاضرة؟ - فيديو
العمل من المنزل: الراحة مقابل قلة الحركة
من أبرز مزايا العمل من المنزل توفير الوقت والجهد الذي يُستهلك في التنقل، إلى جانب المرونة في ترتيب ساعات العمل. ومع ذلك، فإن تقليل الحاجة إلى الحركة قد يكون له آثار سلبية على الصحة، إذ يصبح الموظفون أكثر عرضة للخمول البدني.
وأظهرت البيانات التي حللها الباحثون من جامعة كامبريدج أن قلة الحركة الناتجة عن العمل من المنزل قد تؤثر على اللياقة البدنية بمرور الوقت. بينما يُظهر العاملون في الوظائف التي تتطلب التنقل، مثل سائقي الحافلات وعمال النظافة، مستويات أعلى من النشاط البدني مقارنة بمن يعملون في الوظائف المكتبية أو الإدارية.
فوائد العمل في المكتب من الناحية الصحية
العمل من المكتب يعزز الصحة من عدة نواحٍ، أبرزها:
- زيادة النشاط البدني: التنقل اليومي من وإلى المكتب يعزز الحركة، سواء كان ذلك عبر المشي أو ركوب الدراجة أو حتى الوقوف في وسائل النقل العام.
- تحسين الصحة النفسية: التواصل المباشر مع الزملاء يقلل من الشعور بالعزلة، وهو أمر شائع بين العاملين من المنزل.
- تنظيم الروتين اليومي: يساهم الالتزام بساعات العمل المكتبية في ضبط الإيقاع اليومي، مما قد ينعكس إيجابًا على جودة النوم والنظام الغذائي.
كيف يمكن للعاملين من المنزل الحفاظ على النشاط البدني؟
رغم سلبيات العمل من المنزل على مستوى النشاط البدني، إلا أن هناك حلولًا لتعويض قلة الحركة:
- إدراج فترات للمشي: يمكن ممارسة المشي قبل أو بعد العمل، أو خلال استراحة الغداء.
- استخدام مكاتب الوقوف: العمل على مكتب مرتفع يقلل من فترات الجلوس الطويلة.
- ممارسة تمارين خفيفة: يمكن دمج تمارين التمدد أو القفز بالحبل لبضع دقائق خلال فترات الراحة.
الخلاصة: أيهما أفضل لصحتك؟
يقدم كل من العمل من المنزل والعمل في المكتب مزايا وعيوب من حيث التأثير على الصحة. بينما يوفر العمل من المنزل راحة أكبر وتقليلًا لضغوط التنقل، فإنه قد يقلل من النشاط البدني، مما قد يؤثر سلبًا على الصحة على المدى الطويل. في المقابل، يعزز العمل المكتبي الحركة والتفاعل الاجتماعي، ولكنه قد يكون مرهقًا بسبب التنقل اليومي.
لذلك، يُنصح العاملون من المنزل باتباع استراتيجيات للحفاظ على النشاط البدني، مثل المشي المنتظم وممارسة التمارين اليومية، لضمان تحقيق توازن صحي بين الراحة والنشاط.