صور الـ"بوريكورا" اليابانية جدّة السيلفي...لا تزال صامدة

انتشر في اليابان قبل ربع قرن صور "بيروكورا"، وعلى الرغم من سهولة استخدام الموبايلات في التصوير وتقنياتها العالية، إلا أن "البريكورا" ما زال صامدًا.

على الرغم من انتشار استخدام الهواتف الخلوية لالتقاط الصور، وصور السيلفي، غير أن الفتيات اليابانيات لم يستغنين عن التصوير على طريقة "بوريكورا".

وقفت تلميذتان في المرحلة الثانوية، ترتديان زيهما المدرسي تعدّلان تسريحة شعرهما أمام المرآة الطويلة في الطبقة السفلى من متجر كبير بحي شيبويا الراقي في طوكيو، فيما راحت مجموعة من الطالبات يضعن اللمسات الأخيرة على تبرّجهن، في انتظار دورهن لالتقاط "بوريكورا". 

و"بوريكورا" هذه، صورة تُلتَقَط داخل نوع من أكشاك التصوير، وهو نوع من التصوير عرف بداياته قبل خمسة وعشرين عاماً وشكّل ظاهرة مجتمعية في نهاية التسعينات من القرن الفائت، وإلى اليوم لا يزال النوع من التصوير يحظى بشعبية كبيرة في الأرخبيل رغم منافسة الهواتف الذكية وصور السيلفي الذاتية التي تلتقط بها.

في الواقع، يصحّ القول إن صور "بوريكورا" هي بمثابة "جدّة" صور السيلفي.

وبخلاف صور الأكشاك العادية التي تكون لشخص واحد، تتيح صور "بوريكورا" التقاط صور لمجموعة من الأشخاص، وتنقيحها، وتجميلها ببعض الإضافات التزيينية، وحتى الكتابة عليها بقلم خاص. 

وتقول نونوكا يامادا، وهي تلميذة ثانوية في السابعة عشرة إن هذه الصورة بالنسبة لهن تشكّل عنصرا لا غنىً عنه في حياتهن اليومية". 

وتضيف أن كل بنات صفها يأخذن صوراً من هذا النوع، فهي تجعلهن ظريفات.   

وفي رأي يوكا كوبو، وهي باحثة مستقلة تنكبّ منذ سنوات على درس الظاهرة، أن إقبال الشباب اليابانيين على "بوريكورا" يشكّل إرثاً نابعاً من التقاليد اليابانية المتعلقة بالصورة، ففي الصورة اليابانية عموماً، "تكمن المفارقة في أن الوجه الذي يُظهِره الشخص والذي يعكس طابعه الفردي الخاص، ليس وجهه الفعلي، بل الوجه الذي يصنعه". 

ففي فن "بيجين-غا" وهو فن رسوم الأشخاص الوسيمين، وهو أحد أقدم تيارات فن الصورة الياباني القديم، لا تظهر الوجوه الحقيقية لهؤلاء الأشخاص الجميلين، بل يُطلى الوجه بالأبيض، ويشوّه، إلى درجة أن التعرف عليه لا يعود ممكناً".

اليابان تصوير

أيضاً في هذه الحزمة