على الرغمن من أن مشهد نساء يعزفن ويغنين في قاعة ما أو مسرح، شأن مألوف، غير أن الموسيقيات في إيران يواجهن صعوبات جمة.
النساء والموسيقى في إيران، قضية جدلية منذ الثورة الإسلامية قبل أكثر من اربعين عامًا، لكن هذا لا يعني غياب نساء يعزفن ويغنين على المسارح.
أنهت الفرقة أداءها الغنائي لتقابل بالتحية وقوفا وبالتصفيق من الرجال الحاضرين، والصيحات المشجعة من السيدات في الصالة... مشهد قد يكون تقليديا في كل مكان، لكنه غير مألوف في إيران، لا سيما لفرقة تتألف من أربع نساء.
يقول ساسان لزوجته نيغين إنه كان سعيدًا بوجوده حيث تمكن من رؤيتها على المسرح ، ونيغين واحدة من أربع موسيقيات يؤلفن فرقة "دينكو" (تلفظ بالفارسية دينغو)، في ختام الأمسية التي أقيمت في مدينة بندر عباس على الساحل الجنوبي لإيران.
قبل هذا الحفل، لم تتح لساسان حيدري، زوج نيغين منذ عشرة أعوام، رؤية شريكة حياته تؤدي على مسرحٍ، نظرا للقيود والتقاليد الدينية في إيران التي تحدّ بشكل كبير من إمكانات تقديم أداء غنائي نسائي في مكان عام.
وتوضح المديرة السابقة لقسم الموسيقى في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية سحر طاعتي أن نصوص القوانين المحلية لا تمنع النساء بالمطلق من الغناء أمام جمهور مختلط. لكنها تشير الى أن غالبية رجال الدين في الجمهورية الإسلامية يحرّمون الأداء الغنائي للنساء. تضاف الى ذلك النظرة السلبية عموما تجاه الموسيقى والخشية من أن تبعد المؤمنين عن أداء واجباتهم الدينية.
ومنعت السلطات الإيرانية النشاطات الموسيقية بعد الثورة الإسلامية في العام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين، قبل أن يتم في مراحل لاحقة تخفيف هذا الحظر بشكل تدريجي، وبنسب متفاوتة في فترات مختلفة، من دون أن يتم رفعه بالكامل.