عائلة سورية تكافح لحماية حرفة صناعة الزجاج اليدوي من الاندثار

أهم الأخبار

عائلة سورية تكافح لحماية حرفة صناعة الزجاج اليدوي من الاندثار

ما زالت صناعة الأواني الزجاجية يدويًا موجودة، غير أن العاملين فيها يعانون كثيرًا للحفاظ على الأرث الكبير.

في ورشة صغيرة على أطراف دمشق الشرقية، ينفخ محمّد الحلاق عبر أنبوب معدني طويل الزجاج المتوهّج قبل تلوينه، في حرفة يبذل وشقيقاه قصارى جهدهم للحفاظ عليها رغم أن سنوات الحرب حرمتهم من الزبائن. 

ويقول محمّد وشقيفيه آخر عائلة تعمل في مهنة نفخ الزجاج في دمشق، وهو يخشى عليها من الاندثار.

يتفنّن الرجل في صنع كأس ويتحكم عبر النفخ بالشكل والحجم بينما يقف أمام الفرن الملتهب. وبعد أن يبلغ الشكل الذي يريده، يبرّد العجينة قليلاً قبل أن تدخل النيران مجدداً. وعبر ملقط من الحديد، ينهي تصميم تحفته.  

تعلّم محمّد مع شقيقيه مصطفى وخالد أصول هذه الحرفة من والدهم الذي بدوره توارثها عن جدّهم. ويقول إن القطعة التي يصنعونها فيها روح، بخلاف تلك التي تُصنع عبر الآلات. 

إلا أنّه لم ينقل خبرته إلى أولاده، الذين يقول إنهم رفضوا تعلّمها لأنها لم تعد مُجدية من الناحية المادية.

رغم قلّة الطلب، تصرّ عائلة الحلاق على فتح ورشتها في خان الزجاج في باب شرقي في دمشق القديمة بشكل يومي.

ويقول محمّد إنه لا يوجد حالياً من يشتري أواني الزجاج المصنوعة يدوياً إلا موظفي السفارات الأجنبية وبعض البعثات الدبلوماسية أو الفنادق والمطاعم التي اتخذت من الطابع الشرقي سمة لها.

وعبر لبنان المجاور، لا تزال ورشته قادرة على إرسال بعض القطع عبر وسطاء إلى زبائن في أوروبا، لا سيما في فرنسا والسويد.

إلا أن ذلك "لا يكفي لاستمرار المهنة" على حدّ تعبيره.

ولا يمنع الإقبال الخفيف محمّد من التفنّن في تلوين الكؤوس ورسم بعض النقوش عليها بعد تبريدها.  

وتبلغ كلفة الكأس المصنوع يدوياً أكثر من ضعف الكأس المصنع عبر آلات والذي يُباع في السوق.