في اليوم العالمي للغة العربية: أصحاب اللغة من يمنحوها القيمة والمكانة - فيديو

أهم الأخبار

في اليوم العالمي للغة العربية: أصحاب اللغة من يمنحوها القيمة والمكانة - فيديو

يحتفل العالم يوم غد الجمعة الثامن عشر من كانون الأول باليوم العالمي للغة العربية، وهو مناسبة سنوية أقرتها الأمم المتحدة عام 1973، حينما اعتمدت اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية في المنظمة الأممية.

وقال عميد كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا د. محمد عبيد الله خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا إن قيمة اللغة وأهميتها من قيمة وأهمية أصحابها، فإن كان أصحابها في حالة نهوض، فهي ناهضة، والعكس صحيح.

وأكد أن لا خوف على اللغة العربية من الموت أو الشيخوخة، فهي لغة راسخة، وكانت لها تجربة تاريخية عميقة، حينما كانت العلوم تكتب بها، لكن ما أصابها اليوم ضعف، فهو بسبب الضعف العربي.

وأشار إلى أن "العربية"، من حيث قواعدها ومكانتها، لغة ثرية، قوية من حيث الإمكانات، غير أنها تعاني لأن ما يكتب بها من معارف اليوم متواضع.

وبين أنه ليس المطلوب أن نتحول جميعا إلى نحاة وفقهاء لغة، فللغة، أي لغة، مستويات، ولكل إنسان كفايته من اللغة وفق شخصيته واهتماماته وعمله، فأستاذ اللغة العربية، بالتأكيد يحتاج الغوص في أعماق اللغة، بينما يكفي غير المتخصص معرفة عادية، أي أن يكون قادرًا على التعبير عن نفسه بلغة صحيحة، حتى لو شاب كلامه أخطاء نحوية، واختلطت بالعامية، فاللهجات العامية نتاج طبيعي لاختلاف البيئات، واختلاف المنطوق عن المكتوب.

اللهجات العامية هي بنات اللغة العربية، لذا فلا ضير من استخدامها، لكنها بالتأكيد ليست بديلًا عن العربية الفصيحة، وليست لغاتًا بذاتها. ومع ذلك فإن اللغة العربية لم تنجُ من محاولات الاستعمار الانقضاض عليها، لتغريبها. ففي النصف الأول من القرن العشرين برزت أفكارًا تنادي بالاستغناء عن اللغة الفصيحة، واستبدالها باللهجات العامية، بل وصل الأمر إلى الدعوة لاستخدام الحروف الانجليزية لكتابة اللغة العربية.

لم تنجح هذه المحاولات، لكننا اليوم، ما بعد الكولونيالية، ما زلنا نعيش ذيول تلك الحقبة الزمنية، التي اشتدت فيها الهجمات على اللغة العربية، وعلى رموزنا الأخرى.

وأشار إلى أن معرفة اللغات الأجنبية لا يتناقض البتة مع اتقان اللغة العربية، فلكل إنسان، بغض النظر عن جنسيته أو عرقه، لغة أم، ولا ينبغي أن تنافس اللغة الأجنبية لغة الإنسان الأم، لكن يوجد بعض المتظاهرين بالتطور، المتشبهين بالغرب، الذين يتحدثون لغة هجينة، لا هي عربية ولا هي إنجليزية، فهم لم يتعلموا اللغة الأجنبية، ويتقوها، ولم يتعلموا لغتهم الأم ويحافظوا عليها.

وأكد أنه لايجوز بتاتًا أن تنافس لدى الطفل اللغة الأجنبية لغته الأم، لأنه سينمو لغويًا في هذه الحالة مشوشًا، ويجعله غير قادر على التعبير عن مكنوناته بلغته الأم، وكذلك باللغة الأجنبية. أي لا يمتلك لغة مركزية يبني عليها المعرفة اللاحقة.

وقال إن تعريب العلوم هو أبرز مشكلة تواجهنا اليوم، فمن حيث المبدأ ينبغي أن يتعلم الطلاب العلوم باللغة العربية، حتى نوطن هذه العلوم، وهذا لا يعني أن لا  يتعلموا ويتقنوا لغات أجنبية.

وأشار إلى أن دراسة الطب بدأت في مصر في عشرينات القرن الماضي باللغة العربية، وكذلك كانت الجامعة الأردنية في بداياتها تدرس العلوم المختلفة كالفيزياء والكمياء باللغة العربية، وأما ما نشهده اليوم، بعد أن أصبحت العلوم المختلفة تُدرس باللغة الإنجليزية، يتمثل في أن الأستاذ الجامعي يقدم هذه العلوم بلغة هي خليط بين العربية والإنجليزية، وهذا أثر بشكل سلبي على العلوم نفسها وقدرات الطلبة فيها، وعلى معرفة اللغة العربية والإنجليزية على السواء.

وأكد أن تعليم العلوم المختلفة باللغة الإنجليزية مرتبط ببعد سياسي، يتعلق بنا  كهوامش، وعلاقتنا بالمركز الأمريكي.