كيف تتعامل مع الطفل النكد؟
يعيش بعض الأطفال حالة من الميلودراما (العاطفية المفرطة) أسلوبا للحياة تجر الأمهات والأباء إلى الإنخراط في هذه المشاعر المبالغ بها أو التصرف تجاهها بأسلوب قد يكون سلبياً، أما الكثيرين فيحتاروا في كيفية التعامل مع هذا السلوك، وهو نكد الطفل ومعالجة سلوكه قبل أن يتطور
من هو الطفل النكد؟
يعرف الاستشاريون التربويون الطفل النكد بذلك الذي يبالغ في التعبير عن مشاعره، وتكون ردود أفعاله العاطفية الغير متناسبة مع الموقف، بتضخيم رد الفعل سواء في حالة الحزن أو الفرح بشكل لا يتناسب أبدا مع الفعل. وهي حالة نفسية محبطة يدخل فيها الإنسان بسبب أخطاء في التفكير أو أي عوامل نفسية أو جسدية أخرى، لدى الكبار والأطفال على السواء، وإذا لم تعالج هذه الحالة ستصبح جزءا أصيلا من الشخصية
كيف تتكون شخصية الطفل النكد؟
السبب الرئيس لدى الطفل في خلق "الميلودراما" بشكل كبير ومكثف هو الوقوع في فخ ما يسمى بأخطاء التفكير، وينتج عنه عدد من المشاكل السلوكية، وإحدى تلك المشاكل تكون ما يسمى بالشخصية النكدة.
نقص الخبرات
بمعنى أن الطفل ليس لديه المعلومات الكافية عن الموضوع المثار.
توقعات سلبية باستمرار
ربما يكون ذلك بسبب ضعف الثقة في النفس، فذلك يجعله يتخيل باستمرار أنه سيفشل أو غير قادر على إنجاز شيء بمفرده.
قراءة أفكار الآخرين بطريقة سلبية
يقع الطفل في شرك قراءة الأفكار المتعلقة به بطريقة سلبية، لأنه يتوقع دائما الآراء السلبية من الآخرين والنظرة المتشككة فيها.
المقارنة بالآخرين
دائما ما يقارن الطفل النكد نفسه بالأطفال الآخرين، ويركز على نقاط الضعف لديه ونقاط التميز لدى الآخرين، سواء في المهارات المعرفية أو الجسدية، كالذكاء أو القدرة على ممارسة رياضة معينة أو نشاط محدد.
عدم القدرة على الشعور بالامتنان
الشعور بالامتنان في الأساس مهارة، قد يفتقدها الطفل النكد، وذلك يجعله دائما في حالة حزن تتضخم مع حدوث أي موقف بسيط.
كيف تعرفين أن ابنك أو ابنتك طفل نكد؟
هناك عدد من الدلالات والإشارات التي تلمح إلى أن الطفل نكد وليس حزين، وعلى الأم التقاط تلك الإشارات والتعامل معها وعلاجها قبل أن تصبح جزءا أصيلا من شخصية الطفل.
- تضخيم الشعور بأي وجع أو ألم أو مرض، فمثلا لا يمكنه التعامل مع سيلان الأنف والسعال وألم الجسد على أنها علامات إنفلونزا، بل يعتقد أنها دلالة على شيء خطير، وكذلك الإصابة بجرح بسيط وصغير يتعامل معه على أنه حدث يحتاج إلى الذهاب إلى قسم الطوارئ.
- يشعر دائما بالظلم وأن كل شيء غير عادل، وأنه دائما مظلوم من المعلمين في المدرسة ومن زملائه وحتى من أشقائه الآخرين
- يختلق المشاكل، فإذا لم توجد مشكلة فإنه يبحث دائما عن مشكلة أو يصنعها ويضخمها مستخدماً عبارات وجملا ميلودرامية
- يهتم بمظهره الخارجي، ويبدأ ذلك من عمر مبكر ويبلغ ذروته في مرحلة المراهقة، إذ يبالغ في الاهتمام بشكله وتصوير نفسه وينفعل مع أي تعليق عليه.
- كل شيء موجه ضده بشكل شخصي، فإذا طلبت منه الأم تنظيف غرفت لا يصلها من الكلام إلا معنى واحد هو أنها كسول ولا يفعل شيئا صحيحا، ودائما ما يكون مشحوناً عاطفيا.
كيف تتعاملين مع الطفل النكد
- على الأم تخصيص وقت في التحدث والنقاش
- تعديل السلوك المعرفي
ويحدث ذلك الأمر من خلال نقطتين:
تزويد الطفل بالمعلومات عن الأمر أو الموضوع المثار، التي يسمح له بتغيير فكرته عنها ، ومن ثم سيتغير رد فعله ويهدأ سواء أكان حزنا أم فرحا مبالغا فيه.
تدريب الطفل على كيفية التعبير عن المشاعر، ويبدأ ذلك بقيام الأم بتعريفه بأنواع المشاعر المختلفة من خلال الصور مثلا، ثم تحليل تلك المشاعر إلى أن تترسخ في ذهنه ومن ثم يستطيع التعبير عنها، فالحزن مثلا شعور له أسباب وله وسائل للتعامل معه وتجاوزه.
الحوار مع النفس (المونولوج)
هو تدريب جيد للطفل النكد، وعلى الأم مساعدته بشكل عام للتحدث مع نفسه، وإخراج المشاعر والتعبير عنها سواء بالحديث أو الرسم أو الكتابة، ثم مناقشته بما يشعر به وأسبابه وتحليله وكيفية تهدئته.
الوعي بالنفس
حين يكون الطفل في ذروة مشاعره السعيدة أو الحزينة لا يرى نفسه جيدا. على الأم نقل تلك الصورة لإبنها حتى لو من خلال تصويره بالكاميرا ثم عرضه عليه ليرى بنفسه المبالغة في رد الفعل، ومن ثم منااقشته وتدريبه على التحكم في التعبير عن المشاعر.
قضاء وقت ممتع
يسعى الطفل النكد في الأساس إلى الحصول على الاهتمام الكامل. على الوالدين تخصيص وقت له والتحدث معها ومناقشته واللعب معه، لكن ينبغي أيضا عدم التدليل الزائد استجابة لفورة مشاعرها لأنه يعلم جيدا أنها من خلال تلك السلوكيات يحصل على ما يريد؛ فالانضباط في قضاء وقت ممتع والتعبير عن تفهم مشاعره يسهمان في تعديل سلوكها.
التخيل والنتائج
يبالغ الطفل النكد على المبالغة في رد فعله من حزن وغضب عند تحطم لعبته مثلا، بل يعد ذلك اليوم أسوأ يوم في الحياة. على الوالدين تدريب الطفل على تخيل الأسوأ، فكونه لن تجد مثل تلك اللعبة مرة أخرى هو أمر محزن لكن "يمكن أن نجد ألعابا أخرى أفضل، أو نحاول صنع لعبة مماثلة"، حينئذ يحدث تصالح مع الأمر السيئ ونتائجه ويقلّ الحزن والتعبير عنه، فيتبدل من كونه "أسوأ يوم في الحياة" إلى أنه "أمر حزين لكن يمكن تخطيه، وسنجد الأفضل".