ماذا تعرف عن نظرية قتل الإناث على يد الشريك العاطفي
- 296 جريمة قتل ضد النساء خلال 2021 في مصر
- 15 جريمة قتل أسريه في الأردن خلال 11 شهراً
- لبنان تسجل 8 حالات لقتل نساء من 22 مارس حتى 15 يونيو.
- 12 حالة لقتل نساء في 2021 بالداخل الفلسطيني
خلال أقل من أسبوع واحد يفجع العالم العربي ومن ضمنه الأردن بثلاثة جرائم قتل راحت ضحيتها نساء، الأمر الذي خلق جدلاً واسعاً في المجتمع، لا سيما وأن الجرائم الثلاثة حدثت بوحشية وتركت أثراً صعباً في قلب ثلاثة عائلات عربية، بأٍسلوب ربما يزعزع الأمن الداخلي لدى المجتمع بإنعدام الأمن والثقة. وتسائل الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ما الذي يحدث في العالم؟ وفي الواقع بأنه وبرغم تسليط الأضواء على هذه الجرائم الثلاثة مؤخراً، إلا أننا أسبوعياً نواجه العديد من الجرائم في العالم العربي، ربما لم يحظى بعضها بالاهتمام الاعلامي.
فوفقاً للدراسات الاحصائية في مصر، تم تسجيل 296 جريمة قتل ضد النساء والفتيات خلال عام 2021. وتتعرض حوالي ثمانية ملايين امرأة مصرية لخطر العنف الأسري كل عام، كما أن 86% من الزوجات تتعرض للإيذاء الزوجي.
في الأردن، تم تسجيل 15 جريمة قتل أسرية خلال 11 شهراً من عام 2021 ذهب ضحيتها 16 امرأة. وتشير التقارير إلى أن إمرأة واحدة من بين كل 4 نساء متزوجات تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي.
في لبنان، أفادت جمعية “كفى” إلى أنه تم تسجيل 8 حالات لقتل نساء من 22 مارس حتى 15 يونيو. وبحسب الجمعية، فمنذ عام 2019 حتى اليوم أعداد المعنفات ازدادت 3 أضعاف عن الفترات السابقة.
في الداخل الفلسطيني، تم تسجيل 12 حالة لقتل نساء في 2021، وقُتلت 23 امرأة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة نتيجة العنف الأسري وفق إحصائية صادرة عن مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي.
د. مازن عقل مقابلة استشاري الطب النفسي يفسر ما حدث للفتيات الثلاثة وفق نظرية في الطب النفسي القانوني (Forensic Psychiatry) أي قتل الإناث من قبل الشريك العاطفي الحميمي intimate partner femicide، والذي قد يكون الزوج، الطليق، الحبيب ، الحبيب السابق أو أي رجل لديه عاطفة تجاه الأنثى حتى لو كانت غير متبادلة د يسبب لها أو يهددها بالإيذاء النفسي أو الجسدي أو الجنسي.
وتعتبر هذه الظاهرة عالمية و لا تقتصر عن دولة أو مجتمع معيّن، فحسب التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة عام 2020
(United Nations Office on Drugs and Crime-UNDOC)
فإن 81000 امرأة قتلوا في عام واحد (2020) حول العالم، 47000 منهم قُتلوا على يد الشريك العاطفي(الحميم) أو أحد أفراد أُسر الضحايا و كانت النسبة الأكبر من هذه الحالات في قارّة آسيا تليها أفريقيا ثم #الولايات_المتّحدة_الأمريكية ثم أوروبا ثم أوقيانوسيا (أستراليا و ما حولها)
كما أوضح د. مازن أن أعداد الجرائم في العالم هي على حالها منذ سنوات، وهي إن زادت فزيادتها مرتبطة بالزيادة السكانية، أو ارتفاع معدلات البطالة، والفقر، إلا أن هذه الزيادة تكون طفيفة وليست بالضرورة أن تكون لدرجة الانتشار بشكل ضخم، فهناك عالمياً حوالي 81 ألف جريمة تقترف سنوياً ضد النساء، ليست مرتبطة ببقعة جغرافية بحد ذاتها.
إلا أن تسليط الأضواء على جريمة بحد ذاتها يشكل لدى المجتمعات سلوكاً يدعى الانحياز التفكيري، فعندما يرى الشخص جريمة تمكن صاحبها من الإفلات سيصبح لديه انحياز نحو التفكير بارتكاب الجريمة مع تأكده من الإفلات بالعقاب، كما أنه تسليط الضوء على المجرم يجعل منه بطلاً، وهذا يخلق لدى البعض رغبة في أن يحققوا دوراً بطولياً في حياتهم أيضاً.
ولذا حذر د. مازن من شخصنة الجريمة، وتركيز الضوء على الجاني، بل على الجريمة في حد ذاتها، كخبر دون توسع في تفاصيلها، فيقول "أؤيد أن تقوم الجهات الأمنية بمنع النشر في حيثيات الجريمة، لأن ذلك من شأنه أن يحدث ظاهرة الانحياز التفكيري لدى فئة من الناس، ويساهم في جذبهم لإرتكاب جرائم مماثلة.
تماماً كما يحدث عند تسليط الأضواء على مكان معين للانتحار، سنجد الكثيرون يتوجهون لهذا المكان تحديداً للانتحار، وربما يشعرون أن المسألة سهلة.
إلا أن تواجد ما يسمى المواطن الصحفي، وتناقل الخبر بهذه السرعة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل ما حدث مع قاتل إيمان، يسمح لأدق التفاصيل للوصول إلى الجمهور، وتبني البعض هذا الأسلوب. شأنه كأي مادة أخرى متداولة اعلامياً.