لا تنتهي معاناة الناجين من الزلازل، بإخراجهم أحياء من تحت الأنقاض، إذ يواجه الناجون من خطر الزلازل والكوارث بشكل عام، من أمراض ومشاكل أخرى تُهدد حياتهم.
يُصاب الناجون من الزلازل أو الذين تعرضوا لسقوط الركام على أجسادهم لساعات طويلة لـ مرض يسمى "متلازمة الهرس" أو "متلازمة السحق".
وتكون كفيلة تلك الحالة الطبية بإصابة المريض بصدمة كبيرة وفشل كلوي ، وذلك بعد إصابته بسحق في العضلات أو الجسد بشكل عام، ويتسبب سقوط القطع الثقيلة على الجسد بتورم العضلات وإصابات متفرقة في الجسد.
ويُصاب العديد من الضحايا تحت الأنقاض بهذا المرض، وأحيانا يؤدي الضغط على الجسد إلى بتر أحد الأعضاء.
وبسبب خطورة متلازمة الهرس، يظل الناجون من تحت الأنقاض تحت الملاحظة الطبية وعدم خروجهم من المستشفى، إلا بعد وصول نسبة السوائل في الجسم إلى المعدل الطبيعي.
ويرجع تاريخ اكتشاف متلازمة الهرس إلى قبل 109 عاما، حين لاحظها الطبيب البريطاني إريك بايونيرز، ويعتقد أن متلازمة السحق هي إعادة ضخ الدم وتعويض الجسم ما فقده من عناصر أساسية.
بعد الزلزال الذي ضرب اليابان في 11 مارس/آذار 2011 بقوة 9 درجات على سلم ريختر، شعر كثير من الناس في المنطقة الشرقية من اليابان بالقرب من مركز الزلزال بالدوار، كما لو كانوا يتأرجحون، وهذا في وقت لم تكن تحدث فيه هزات ارتدادية بالفعل.
أطلق الباحثان اليابانيان ياسويوكي نومورا وتيرو توي على هذه الظاهرة اسم "متلازمة دوار ما بعد الزلزال" (Post-earthquake dizziness syndrome)، وذلك في ورقة بحثية نشرت في مجلة "أبحاث التوازن" (Equilibrium Research).
في متلازمة دوار ما بعد الزلزال يشعر الشخص بدوار خاصة عند الجلوس وعندما يكون داخل منزل أو بناية.