قمر الدين مشروب رمضانى تاريخه يعود لـ 1400 عام.. أدخله الأمويون وارتبط برمضان لهذا السبب
منذ عقود طويلة بدأ المسلمون البحث عن مشروبات تساعدهم على تعويض نقص الغذاء والعطش الشديد طوال النهار، وبرعت كل منطقة في صنع مشروبها الخاص الذي اشتهر وامتد إلى المناطق المجاورة.
مع بداية شهر رمضان وتزامنه مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فى هذا التوقيت من العام يظهر الإقبال الشديد، بعد انتهاء ساعات الصيام وحلول موعد الإفطار على تناول المرطبات والعصائر لتعويض فترة طويلة من الصيام.
وتتربع مشروبات بعينها على مائدة المصريين فى الشهر الفضيل وعلى رأسها مشروب "قمر الدين"، الذي يعد من المشروبات الرمضانية الشهيرة التي لا تخلو مائدة إفطار من تواجده والذي كان لارتباطه بشهر رمضان عوامل متعددة منها تاريخي وآخر ثقافي والتى نستعرضها فى السطور التالية.
"قمر الدين" أشهر المشروبات الرمضانية في العالم العربي، يصنع من شرائح فاكهة المشمش عن طريق تجفيف عصير تلك الثمار، ثم صبه في صحون كبيرة أو على ألواح خشبية ملساء ويترك ليجف في الشمس ويقطع إلى قطع مستطيلة أو مربعة، ومن ثم يٌقدم مشروبا للصائمين بعد نقعه في الماء وإضافة السكر، وتشتهر سوريا بإنتاج وتصدير "قمر الدين" .
وعن تاريخ صناعة قمر الدين، تذهب بعض الروايات إلى أنه يعود لنحو 1400 عام، إذ يروي أن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور ثبوت رؤية هلال رمضان، لذلك أطلق عليه اسم قمر الدين، بينما يرجع البعض تسميته إلى أشهر صناعه وكان اسمه قمر الدين، ويقول آخرون تسميته تعود إلى قرية في بلاد الشام تشتهر بصناعته اسمها "أمر الدين".
كانت سوريا في مقدمة منتجيه عربيا والثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة وإيران، قبل أن يتراجع عدد أشجار المشمش في غوطة دمشق من 214 ألف شجرة عام 1991 إلى 1936 شجرة عام 2012، نتيجة لزيادة التوسع العمراني غير المنظم في الغوطتين الشرقية والغربية، وفقا لجريدة القدس الإلكترونية.
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا، تذبذب إنتاج "قمر الدين" فشهدت مصر، على سبيل المثال، انخفاضا بمعدل استيراد "قمر الدين" منذ عامين، حين تعرضت منطقة الغوطة بسوريا لعمليات قصف أثرت على معدل الإنتاج حتى وصل سعر الطن إلى أربع آلاف دولار، ثم عاودت المنطقة الإنتاج مرة أخرى خلال الفترة الماضية، مما أدى لوفرة الإنتاج ليصل سعر الطن ألفي دولار.