كيف أتعامل مع عقوق الأبناء؟ ..الأسباب وطرق العلاج
عقوق الأبناء ظاهرة موجودة في مجتمعنا، ونشاهدها على أرض الواقع متمثلة في الكثير من الحالات التي يسيء فيها الأبناء التصرُّف، أو التعامل بشكل لا إنساني يتنافى وحق الوالدين على أبنائهم؛ فالإحساس بالكراهية وسوء المعاملة والنفور والعصيان مشاعر تصل للآباء وتنغص عليهم حياتهم بل تدميها خاصة أنها تخرج من أقرب النَّاس إليهم -الابن أو الابنة- لهذا على الآباء التعرف على أسباب العقوق أولاً والسعي لتلافيها أو معالجتها بكل السبل الممكنة،مع وضع طرق لعلاج هذه القضية الصعبة.
وإن زاد شر الولد وعظم فساده، ولم يفلح معه الوعظ والتأديب: فالواجب أن يقضي على منكره بكل ما أمكن؛ بأن يهدد بالضرب، أو يضرب فعلاً، أو يستعان عليه برجال العائلة، ولا ينبغي التساهل مع شره، أو التغاضي عنه فيسلك معه أولاً من النصح والإرشاد وتذكيره بالله ترغيباً وترهيباً، وتعريفه بحق والديه عليه.
عاطفة الحبِّ التي تغرس المحبَّة والانسجام وتقبُّل الآخر، وهذه العاطفة هي التي تُنمِّي الشُّعور بالحبِّ بين النَّاس وتجعلهم يقبَلون الحياة، ويقتنِعون بقيمتها، وبكلِّ ما يُقوِّي الوُدَّ، والتقارب بينهم.
وعاطفة النُّفور التي تزرع الشُّعور بالكراهية بين النَّاس، وتجعلهم لا يتقبلون بعضهم البعض، ولا يرتاحون لوجودهم، ولا يطمئنون لحضورهم، ولذلك، فالعدوان، والسُّلوكيَّات العنيفة، والتصرف القاسي الصَّادر عن بعض النَّاس، يكون أصله نابعاً من عاطفة النُّفور.
لا يدرك العديد من الآباء، كيفيَّة التعامل مع أبنائهم منذ الصِّغر، ولا يعرفون أنَّ العلاقة بينهم، يجب أن يسودها الحبُّ، والوفاق، والتسامح، وليس السَّيطرة، وإلقاء الأوامر.
وخاصة إذا كانت الخلافات تحدث أمامهم وبصفة مستمرَّة يلعب التفكُّك الأسري والخلافات، وزواج أحد الوالدين، دوراً في تغيُّر سلوك الأبناء.
العلاقات السَّطحية بين الوالدين، وافتقاد الود والرحمة في علاقتهما داخل المنزل، تنشئ نماذج سلبيَّة من الأبناء.
عدم التدرُّج في التعامل مع أبنائنا؛ فعلى الآباء الانتقال من أسلوب إلى آخر، بمرونة، وتأنٍ، ومثابرة تبعاً لمراحل نمو الطفل ومدى تمتعه بمهارات التحصيل والاستيعاب.
من الخطأ التربوي التعامل مع الأبناء بأسلوب واحد؛ خصوصاً في عقابهم؛ فلكلِّ طفل ردَّة فعل مختلفة، إذ قد يكتفي أحدهم بتجاهل التصرُّف الخاطئ، وآخر يكفيه نظرة مؤنبة ليصلح أمره.
وهو الأسلوب التربوي الذي نهى عنه الرَّسول. لذا يجب ألا يتمَّ تفضيل أحد الأبناء، فهي أول بذور الحسد، والحقد بين الأبناء.
إنَّ تأنيب الولد وتحقيره أمام الآخرين، وبصفة مستمرَّة، خلال مراحل عمره، بدون مراعاة لنضوجه، ونمو شخصيته، يعد أسلوباً تربوياً خاطئاً، ويجب ألا نلجأ إليه، في أي حال من الأحوال.
يسيء بعض الآباء استعمال مبدأي الثواب والعقاب، فيلجئون دائماً إلى العقاب، ويهملون الثَّواب، فنجدهم ينهرون الطِّفل، ويسارعون إلى عقابه، حتَّى لو أمام جمهور.
أزمة فقدان لغة الحوار بين أفراد الأسرة جميعاً، من الآباء والأمهات مروراً بالأولاد، يكاد لا يكون هناك أي حوار بين أفراد الأسرة، وألا يقتصر على أمر ونهي، ونقد من قبل الوالدين.
جحود الأبناء اوله تمرد واخره عقوق : احترام الوالدين وتقديرهما والعناية بهما أمر فطري يولد به الإنسان وركز القرآن الكريم على فضله ؛ فأمر كل مسلم بتقدير والديه والبر بهما ووصالهما واحترامهما، ونهى عن عقوقهما، لكن الواقع المعيش يشهد بالكثير من الحالات المعاكسة؛ التي تشير إلى عقوق الوالدين.
العقوق من الأبناء يبدأ منذ الصغر وبداية الوعي بالذات، خاصة خلال مرحلة المراهقة ومحاولة الشاب -الشابة- الانتقال أو الانسلاخ من فترة الطفولة إلى المرحلة الجديدة، فيلجأ كل منهم إلى الصراخ عليهم، الرفض للأوامر، الاعتراض على ما لا يتناسب وميولهم، التمرد على كل سلطة أبوية حتى وإن كانت لصالحهم. وفي الكبر تتجلى في رمي الآباء في ملاجئ العجزة أو الهروبمن مراعاتهم بالسكن بعيداً عنهم أو السفر وعدم السؤال عنهم.
أسلوب التربية ما بين الشدة المتناهية على الأبناء أو الدلال الزائد، دون وسط أو توازن، وأحياناً كثيرة تدفع ديكتاتورية الآباء وتسلطهم في تعاملهم مع أبنائهم إلى الوصول إلى درجة العقوق؛ فهم –الآباء- يصادرون آراء وإرادة أبنائهم ويشددون عليهم في كل ما يفعلون وينطقون به.
ومن أسباب العقوق تلك الثقة العمياء من جانب الآباء لأبنائهم، وعدم مراقبتهم ومتابعتهم، وعدم التركيز على التعرف على أصدقائهم ورفقائهم الذين لهم أكبر التأثير في تشكيل فكر الأبناء وتوجيه سلوكهم. ولن ننسى تأثير المشاكل الأسرية بين الزوجين على الأبناء؛ أو انتشار ظاهرة العنف الأسري، إضافة إلى مشكلة التفكك الأسري بسبب الطلاق أو غياب الأب عن المنزل لفترات طويلة لانشغاله أو سفره.
التربية السليمة للطفل، اختيار الزوجة -الزوج- الصالحة، اختيار الاسم المناسب للطفل
وجود الحب والمودة والتفاهم بين الزوجين، تبادل الآراء والحوار بين أفراد الأسرة الواحدة
أن تقوم العلاقة بين الأبناء والآباء على الصراحة والوضوح منذ الصغر،إعطاء الأبناء الفرصة ليعتمدوا على أنفسهم تدريجياً.
الاهتمام بالميول الشخصية والمهارات التي يتمتع بها الابن وتدعيمها للمراهق -خاصة- لتعزيز الثقة بنفسه وامتصاص ما بداخله من رغبات وشحنات انفعالية من غضب أو تمرد
إعطاء الابن الأهمية كإنسان وابن يستحق الحب والإحساس بالأمان وإن أخطأ التصرف.