النوم Sleep
ما السبب وراء اتخاذ القرارات الصحيحة دومًا بعد النوم؟
- النوم يعزز القرارات المتوازنة ويتفوق على الانطباعات الأولى
كشفت دراسة حديثة من جامعة ديوك الأمريكية أن النوم يلعب دوراً رئيسياً في تحسين قدرة الإنسان على اتخاذ قرارات أكثر توازناً، متجاوزاً تأثيرات الانطباعات الأولى.
الدراسة، التي نشرتها منصة "ستادي فايندز"، تدعو إلى التفكير في النوم كأداة تساعد على إصدار أحكام دقيقة بعد التأمل والتفكير العميق.
الدراسة أجرت تجربة افتراضية حيث طلب الباحثون من المشاركين البحث في صناديق رقمية تحتوي على عناصر منزلية تتفاوت في قيمتها، وعلى الرغم من أن جميع الصناديق كانت تحمل نفس القيمة الإجمالية، كان التوزيع غير متساوٍ، حيث كانت الجواهر والعناصر ذات القيمة العالية مخفية بين الخردة.
عند طلب تقييم الصناديق فور انتهاء المهمة، فضل المشاركون الصناديق التي تحتوي على عناصر قيمة في الجزء الأعلى، وبالغوا في تقدير قيمتها بنسبة 10%، ويرجع ذلك إلى ما يعرف بـ "تأثير الأسبقية"، حيث يتأثر الناس بشدة بالانطباعات الأولى، وفق ما أوضحته الباحثة الرئيسية في الدراسة.
لكن التحول الكبير حدث عندما سُئل المشاركون عن تفضيلاتهم بعد مرور يوم واحد، حينها أصبحت الصناديق جميعها متساوية في التفضيل، بغض النظر عن موقع العناصر القيمة، وأوضح الباحثون أن النوم لعب دوراً حيوياً في هذا التحول، حيث ساعد الدماغ على معالجة التجارب المجزية وتعزيز الذاكرة بمرور الوقت، مما أدى إلى اتخاذ قرارات أكثر عقلانية وتوازناً.
تعتبر هذه النتائج ذات أهمية كبيرة في مجالات متعددة مثل الأعمال والتوظيف، حيث تلعب الانطباعات الأولى دوراً مؤثراً. فقد أظهرت الدراسة أن النوم يساعد على رؤية الأمور بشكل أكثر شمولية، ما يسمح للمحاور أو المدير باتخاذ قرارات أكثر دقة عند تقييم المرشحين أو اختيار الاستثمارات، بعد تجاوز تأثيرات الانطباعات الأولى.
لذا، ينصح الباحثون بأخذ قسط كافٍ من النوم قبل اتخاذ القرارات المهمة، مؤكدين أن العقل يحتاج إلى وقت لمعالجة المعلومات والتجارب، مما يؤدي في النهاية إلى أحكام أكثر توازناً وعدالة.