الأرض بدون جاذبية
كيف ستبدو الحياة لو لم يكن هناك جاذبية؟ العلم يجيب!
- كيف ستبدو الحياة بلا جاذبية؟ كوكب الأرض يتحول إلى عالم غريب
- كيف سيعيش البشر والحيوانات والنباتات بدون جاذبية؟
تعتبر الجاذبية من أهم القوى الأساسية التي شكلت الحياة كما نعرفها اليوم، حيث تمثل قوة الجذب التي تحافظ على استقرار كل ما على سطح الأرض، بدءًا من البشر وحتى الكواكب.
لكن، تخيل أن هذه القوة لم تعد موجودة، كيف ستبدو الحياة على كوكب الأرض بدون جاذبية؟ وفقًا للعلماء، سيكون هذا العالم أشبه بالخيال العلمي.
أول التغييرات التي ستحدث حال اختفاء الجاذبية هي اختلال النظام البيئي والجغرافي بشكل كامل. لن تتمكن المحيطات والأنهار من الاحتفاظ بمياهها على سطح الأرض، ما يعني أن الماء سيتناثر في الهواء، مما يؤدي إلى حدوث أعاصير مائية ضخمة وصعوبة تواجد المياه في أماكنها الطبيعية.
كما سيختفي الغلاف الجوي ببطء في الفضاء، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين وتعرض الأرض إلى إشعاعات ضارة من الفضاء.
تقول وكالة ناسا إن الجاذبية تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الحياة، فهي تمنع الأجسام من التحليق بلا اتجاه، وتساعد على استقرار الأجسام الصغيرة والكبيرة، مما يسهم في تكوين الحياة والنباتات على سطح الأرض.
بدورها، أظهرت دراسات من معهد فيزياء الفضاء أن النبات والحيوانات تعتمد بشكل كبير على هذه القوة لضمان ثباتها وقدرتها على النمو، حيث يستخدم النبات الجاذبية في توجيه جذوره نحو التربة وساقه نحو الضوء، ومع فقدان الجاذبية، سيتعذر على النبات تحديد اتجاه نموه، ما قد يؤدي إلى انقراض تدريجي للنباتات ومشكلات غذائية للبشر.
أما بالنسبة للبشر، فإن فقدان الجاذبية سيؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، وفقًا لدراسات من جامعة كاليفورنيا، من دون الجاذبية، سيعاني الإنسان من ضعف في العضلات وتآكل في العظام، حيث تعتمد أجسامنا بشكل أساسي على الجاذبية لتحفيز العضلات وتقوية الهيكل العظمي.
بجانب كل هذا، تشير التقديرات إلى أن التواصل اليومي بين البشر سيكون شبه مستحيل. إذ ستطفو الأشياء من حولنا ولن يكون بالإمكان الاحتفاظ بها أو تثبيتها في مكان محدد. ويقول د. روبيرتو كيركياني، الباحث في الفيزياء الفضائية، إنه في عالم بلا جاذبية ستنعدم فكرة "الاتجاهات"، وستتعطل الأجهزة الإلكترونية وحتى الأقمار الصناعية، مما سيتسبب في توقف شبكة الإنترنت والاتصالات.
بالمجمل، فإن الجاذبية هي التي تجعل الحياة على الأرض قابلة للاستمرار، وغيابها سيحول كوكبنا إلى فراغ عائم، حيث يستحيل التعايش بدون النظام الذي نعرفه اليوم.