بشرى لمرضى الشقيقة .. اكتشاف علمي قد يغير حياتهم! - فيديو
- د.محمد البطوش - أخصائي أمراض الدماغ والاعصاب
- هل يعثر العلماء على «المفتاح» للتخلص نهائياً من الشقيقة؟
الشقيقة أو الصداع النصفي، هي مشكلة صحية شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم. يُعتقد أن أسباب نوبات الشقيقة تتنوع بشكل كبير، بين العوامل البيئية مثل البرودة أو العواصف الرعدية، والعوامل النفسية مثل التوتر وقلة النوم، وصولاً إلى الأطعمة مثل الشوكولاته وبعض أنواع الجبن القديم. وبينما يبقى السبب الدقيق وراء هذه النوبات غامضًا، فإن العلماء يقتربون من إيجاد إجابة شافية، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن نوعًا معينًا من الجزيئات داخل الجسم قد يكون المسؤول عن تحفيز هذه النوبات.
أسباب متعددة للشقيقة
على مر السنين، حاول الأطباء والعلماء تحديد أسباب الشقيقة، لكن الإجابة ما تزال غير واضحة. فبالنسبة للبعض، قد يكون تناول الشوكولاته أو أنواع معينة من الجبن القديم هو المحفز، بينما يعزو آخرون نوبات الشقيقة إلى التعرض لأصوات معينة أو حتى استنشاق عطور قوية. بعض الأشخاص قد يعانون من الشقيقة بعد التعرض للطقس البارد أو أثناء العواصف الرعدية، فيما يربط آخرون الإصابة بالشقيقة بوجود مستويات عالية من التوتر أو قلة النوم.
ورغم هذه الفرضيات المتعددة، فإن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى سبب واحد ثابت يفسر الإصابة بالشقيقة، لكنهم نجحوا في التوصل إلى معلومات مهمة حول جزيئات معينة داخل الجسم قد تلعب دورًا رئيسيًا في تحفيز نوبات الشقيقة.
الجزيء «سي جي آر بي»... «المفتاح» المنتظر
أظهرت الدراسات الحديثة أن هناك جزيءًا معينًا يسمى «سي جي آر بي» (CGRP) قد يكون المسؤول عن نوبات الشقيقة. هذا الجزيء موجود بشكل طبيعي في الجسم، ولكن يعتقد الباحثون أنه عندما يتم إطلاقه بكميات كبيرة في الدماغ، فإنه قد يؤدي إلى حدوث نوبات من الألم المرتبط بالشقيقة.
تمكن العلماء من دراسة آلية تأثير هذا الجزيء من خلال تجارب على الحيوانات وعلى البشر، حيث تبين أن «سي جي آر بي» يلعب دورًا في توسيع الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى شعور بالألم والتوتر في المنطقة المصابة.
الأمل في علاج فعال
في ضوء هذه الاكتشافات، بدأ العلماء في تطوير علاجات تستهدف جزيء «سي جي آر بي»، وذلك باستخدام أدوية تعمل على تقليل أو منع إطلاق هذا الجزيء في الدماغ. وقد أظهرت بعض الدراسات السريرية نتائج واعدة، حيث تم اختبار أدوية جديدة تُعطى للمرضى قبل أو أثناء نوبات الشقيقة، مما قد يساعد في تقليل شدة النوبات أو حتى منعها تمامًا.
ورغم أن هذه الأدوية قد تكون خطوة مهمة نحو علاج الشقيقة بشكل أكثر فعالية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذه العلاجات قد لا تكون الحل النهائي. إذ أن الشقيقة قد تكون ناتجة عن تفاعل معقد بين عوامل وراثية، بيئية وفسيولوجية، وبالتالي فإن تطوير علاج نهائي يتطلب المزيد من البحث والاختبارات.