دراسة: أيهما أفضل نفسيا وماليا .. الدفع نقدا أم باستخدام البطاقات؟
بين النقد والرقمنة: الجانب النفسي للإنفاق وكيفية تحقيق التوازن المالي
تغيرت عادات الدفع بشكل كبير في العصر الحديث مع التطور التكنولوجي وانتشار وسائل الدفع الرقمي. لكن، كيف تؤثر طريقة الدفع على الإنفاق والشعور بالملكية النفسية؟ دراسة حديثة أجرتها جامعة سري البريطانية، ونُشرت في مجلة Qualitative Market Research، تسلط الضوء على هذا الموضوع، مقدمة رؤى نفسية ومالية حول الدفع النقدي والدفع باستخدام البطاقات.
النقد: تعزيز الوعي المالي والارتباط بقيمة المال
خلصت الدراسة إلى أن الدفع النقدي لا يقتصر فقط على كونه وسيلة تبادل، بل يحمل أبعادًا نفسية مؤثرة. أظهرت النتائج أن لمس النقود وعدّها يعزز إدراك المستهلك لقيمتها، مما يقلل من احتمالية الإنفاق العشوائي. كما يساعد الدفع النقدي الأفراد على الشعور بالملكية الحقيقية للمال، حيث يربط بين الجهد المبذول للحصول عليه وإدراك قيمته.
البطاقات الرقمية: راحة مع مخاطر الإنفاق الزائد
من جهة أخرى، يوفر الدفع باستخدام البطاقات سهولة وراحة، لكنه قد يؤدي إلى تقليل الإحساس الفوري بقيمة المال. تشير الدراسة إلى أن غياب التفاعل المادي مع المال يجعل الإنفاق يبدو أقل "حقيقية"، مما قد يدفع البعض للإنفاق بشكل أكبر من اللازم دون وعي كافٍ بالتكلفة.
الجانب النفسي: تأثير طرق الدفع على القرارات المالية
أوضح الباحثون أن الفارق النفسي بين النقد والبطاقات يتمحور حول "الشعور بالملكية". بينما يُشعر النقد الأفراد بالسيطرة على أموالهم، فإن البطاقات تخلق شعورًا بالتجرد من القيمة الفعلية للمبالغ المنفقة.
تحقيق التوازن: نصائح مالية عملية
للاستفادة من الجوانب الإيجابية لكل طريقة، يُنصح بما يلي:
استخدام النقد في المشتريات اليومية: يساعد ذلك على تعزيز الشعور بالمسؤولية المالية والتحكم بالإنفاق.
تحديد حدود للإنفاق عند استخدام البطاقات: يمكن الاعتماد على تطبيقات تعقب النفقات لمراقبة الأموال الخارجة.
دمج الطريقتين: لتحقيق توازن بين الراحة النفسية والمالية، يمكن استخدام النقد للإنفاق الصغير والبطاقات للمعاملات الكبرى.