مرحبا بك في موقع دنيا يا دنيا، حيث تجد كل ما تحتاجه من معلومات ونصائح .

فراس أبيض طبيب لبناني يفوز بثقة الناس في مواجهة كورونا

فراس أبيض طبيب لبناني يفوز بثقة الناس في مواجهة كورونا

نشر :  
منذ 4 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 4 سنوات|

طبيب لبناني، كغيره من البنانيين، يعيش في بلد العلاقة فيه بين الناس والدولة جد مرتبكة، تمكن من اكتساب ثقة الناس، لكن كيف؟

حتى أشهر قليلة خلت، كان فراس أبيض طبيباً وأستاذاً جامعياً بعيداً عن الأضواء، الى أن دفعته أزمة كورنا إلى الواجهة، فبات مدير المستشفى الحكومي الذي يقود جهود التصدي للوباء مرجعاً موثوقاً للبنانيين كثر فقدوا ثقتهم بالقطاع العام ومؤسساته.

في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي لطالما ارتبط اسمه لدى اللبنانيين بمنشأة طبية يقصدها الفقراء من غير المحظيين بتأمين صحي وبإضرابات موظفيها المطالبين برواتبهم، يدير أبيض طاقما إداريا وطبيا يعمل كخلية نحل منذ تم استقبال أول المصابين بفيروس كورونا المستجد في شباط الماضي.

يحضر أبيض في أيام عمله باكرا إلى المستشفى الواقع عند أطراف بيروت الجنوبية. في مكتبه، يتابع المراجعات كافة. يوقّع أوراقاً ومستندات. ينتقل إلى قاعة أخرى ليجتمع عبر تقنية الفيديو مع المشرفين على قسم كورونا، يسأل عن احتياجاتهم والعوائق. يجول على المستودعات وينسّق مع المعنيين والمستشفيات الحكومية الأخرى.

منذ خمس سنوات، أصبح أبيض، وهو جراح في الجهاز الهضمي والبدانة، وخريج الجامعة الأميركية في بيروت ومن الأساتذة المحاضرين فيها، وحامل دبلوم في الإدارة منها، رئيس مجلس إدارة ومديرا عاما للمستشفى. ويحظى عمله بتقدير في أوساط المنظمات الإنسانية وشريحة واسعة من المواطنين.

ففي خضمّ أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان، وفي ظل عجز السلطة عن تقديم أي حلول، لا يقتصر عمله على الشقّ الإداري فحسب.

في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، كان عليه أن يحذّر من تأجيل جراحات وإقفال غرفتي عمليات وإطفاء التكييف في الأقسام الإدارية بسبب قرب نفاد مادة المازوت التي تستخدمها المولدات لتأمين التغذية بالكهرباء فيما كانت ساعات التقنين تجاوزت خمسة عشر ساعة. فكانت تغريدة واحدة منه كفيلة بإغداق التبرعات لتوفير احتياجات المشفى.

وبعد انتشار مقاطع فيديو منتصف الشهر الماضي تظهر اكتظاظاً أمام قسم إجراء فحوص الكشف عن الفيروس في المستشفى من دون احترام التباعد الاجتماعي، سارع إلى الاعتراف بالخلل وفي اليوم الثاني كان بربطة عنقه وقميصه الأبيض في طليعة منظمي صفوف الانتظار الطويلة.