عمره 60 مليون عام.. اكتشف سحر أقدم الكهوف في مصر
أن يصاب عامل أثناء أدائه عمله بحادث، فهذا لا يعني الإضرار بالعامل نفسه فحسب، بل يؤثر حادث العمل على المنشأة نفسها، وعلى القطاع الطبي الذي يعالج، وبالتأكيد على الاقتصاد الكلي للبلد.
مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي قال العام الماضي إن حوادث العمل انخفضت قليلًا، غير أنها ما زالت مرتفعة العدد، وتشير البيانات الإحصائية أن حادث عمل واحد يقع كل أربعين دقيقة، ووفاة واحدة تقع كل يومين بسبب حوادث العمل، وهذا يعني أننا إزاء معضلة كبرى، ونخوض معركة شرسة مع عدو موصوف واضح، فما أو من هو هذا العدو؟
أن يموت أكثر من مئة وثمانين عاملًا كل عام جراء حوادث العمل، وأن يصاب أكثر من ثلاثة عشر ألف عامل جراء حوادث العمل، والأسباب معروفة، ولا نتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية هؤلاء العمال، فهذا شأن يحتاج منا أن نتوقف طويلًا، وأن نُعمِل الفكر، ونجتهد لنواجه هذا العدو الشرس الذي يأكل أبناءنا.
أبرز أسباب حوادث العمل، كما جاء في دراسات مختلفة تنقسم إلى نوعين، أولهما مرتبط ببيئة العمل، وتتمثل في سوء الإضاءة والضجيج المرتفع وغياب المعالجة الصحيحة للتدفئة وأجهزة التهوية وأجهزة الإنذار، وسوء نظافة وترتيب مكان العمل، طبعًا إضافة إلى عيوب في خطوط الانتاج، وأسباب أخرى.
أما النوع الثاني من الأسباب فهو أخطاء العامل نفسه، وتتمثل في عدم ارتداء وسائل الحماية الشخصية، وتشغيل الالات بسرعة تزيد عن سرعتها المعتادة، وإستخدام الالات والعدد في غير مجال استخدامها، والزحام امام الالات، والعمل على الالات من قبل شخص غير مفوض، واسباب أخرى.
بتكويناته المتلألئة التي تشكلت عبر ملايين السنين، يُعد كهف وادي سنور من أفضل الكهوف الموجودة في مصر، ويبرز مصور مصري مشهد التكوينات الساحرة داخل الكهف في باطن الأرض.
ويقع كهف وادي سنور، الذي أدرج كمحمية طبيعية في عام 1992، على بعد 70 كيلومتراً شرق مدينة بني سويف، ويبعد حوالي 200 كيلومتر عن العاصمة القاهرة، وفقاً لموقع وزارة البيئة المصرية.
ويعد كهف وادي سنور إحد الكهوف النادرة عالمياً، إذ يحتوى تركيبات جيولوجية معروفه باسم الصواعد والهوابط، التي تشكلت عبر ملايين السنين.
ويعود تكوين كهف وادي سنور إلى عصر "الأيوسين الأوسط" أي نحو 60 مليون عام، نتيجة تسرب المحاليل المائية المشبعة بأملاح كربونات الكالسيوم في سقف الكهف، التي تبخرت تاركةً هذه الأملاح المعدنية تتراكم على هيئة رواسب من الصواعد والهوابط.
وتعود أهمية كهف وادي سنور، الذي يمتد لنحو 700 متر في باطن الأرض بعمق يصل إلى 15متراً، إلى ندرة تكويناته الطبيعية في العالم، إذ يحتوى أشكالًا مورفولوجية رائعة، تعرف باسم "الأسبيليوتيم"، بحسب بيان موقع وزارة البيئة المصرية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك".
وتسلط تكوينات كهف وادي سنور الضوء على ظروف المناخ القديم في تلك المنطقة، كما أنها تتيح للباحثين فرصة إجراء دراسات تفصيلية مقارنة من حيث اختلاف طبيعة الظروف البيئية القديمة التي سادت في عصر الأيوسين الأوسط.
ويقول المصور ومدون رحلات السفر المصري، بيشوي فايز إنه يجوب أنحاء مصر من أجل توثيق الأماكن غير المعروفة، حتى يتعرّف المصريون إليها.
ويصف فايز ما شاهده لحظة دخوله إلى الكهف بـ"المشهد الخرافي"، مشيراً إلى الشعور المهيب الذي تملكه بوجوده داخل كهفٍ عمره ملايين السنين.
ويوضح فايز أن الكهف يضم تكوينات تتخذ أشكالاً جميلة ومتنوعة من الصواعد والهوابط، مثل "فك قرش أو وحش مفترس"، بالإضافة إلى أشكال متنوعة التي يمكن أن يتخيلها من يشاهد تكوينات الكهف.
وعن طريقة النزول إلى الكهف، يشير بيشوي إلى وجود سلم للنزول إلى داخل الكهف، بالإضافة إلى وجود إنارة تضيء ظلمة الكهف تحت الأرض.
وبحسب هيئة تنشيط السياحة المصرية، يعد كهف وادي سنور من أفضل الأمثلة على هذه الأنواع من الكهوف الموجودة في مصر، كما أن تكويناته تتلألأ بشكل ساحر عند توجيه الضوء إليها.