سماع الأصوات
لماذا نتذكر بعض الأصوات أكثر من غيرها؟
- لماذا نتذكر بعض الأصوات أكثر من غيرها؟
- الأولى من نوعها.. دراسة تفسر سبب تذكر بعض الأصوات أكثر من غيرها!
في دراسة جديدة، أضاءت الأبحاث النفسية الحديثة على السر الكامن وراء تذكر بعض الأصوات بشكل أقوى من غيرها. وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في مجال دراسة علاقة الذاكرة بالأصوات، حيث تقدم نتائج مثيرة تكشف عن العوامل التي تجعل الأصوات تترك أثراً في الذاكرة البشرية.
تجربة تكشف أسرار الذاكرة الصوتية
في التجربة التي أُجريت في جامعة شيكاغو، تم طلب من مجموعة من المشاركين الاستماع إلى سلسلة من المقاطع الصوتية لأشخاص يتحدثون. وطُلب منهم الضغط على مفتاح على لوحة المفاتيح كلما تعرفوا على الصوت في التسجيلات. ومن خلال هذه العملية، تمكن الباحثون من تحديد "درجة التذكر" لكل مقطع صوتي استُخدم في التجربة، حيث قاموا بحساب متوسط تذكر المشاركين لهذه الأصوات.
اقرأ أيضاً: هل سمعت عن الوشق المصري؟ من هو الصياد الصامت في الصحراء؟
التشابه بين البشر في تذكر الأصوات
وقالت كامبريا ريفسين، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "بعد تحليل البيانات، تمكنا من تحديد مدى التشابه بين المشاركين في أداء الذاكرة، ووجدنا وجود اتساق ملحوظ في المقاطع الصوتية التي تذكروها وتلك التي نسيوها".
وأوضحت ريفسين أنه تم استخدام هذا التحليل لتحديد الخصائص الصوتية التي يمكن أن تؤثر في قدرة الأشخاص على تذكر الأصوات، مثل درجة الصوت، التوافقيات، اللهجة، بالإضافة إلى سمات أخرى مرتبطة بالشخصية.
نموذج حسابي للكشف عن خصائص الصوت
وفي خطوة متقدمة، قام فريق الباحثين بدمج السمات الصوتية المختلفة في نموذج حسابي للتنبؤ بكيفية تذكر الأصوات. وقد أظهرت النتائج أن هذا النموذج قادر على التنبؤ بدقة بقدرة الأشخاص على تذكر الأصوات استناداً إلى خصائص مثل طبقة الصوت، وشدته، وإيقاعه، وطريقة إصدار الحروف المتحركة.
ما الذي يجعل بعض الأصوات تظل في الذاكرة؟
كما أكد فريق البحث، أن الناس يتشابهون إلى حد كبير في الأصوات التي يتذكرونها والأصوات التي ينسونها، حتى لو كانت تجاربهم السابقة وحالات انتباههم مختلفة. وتظهر هذه النتائج أن هناك خصائص صوتية معينة مثل ارتفاع طبقة الصوت وشدته التي تلعب دوراً مهماً في جعل الصوت أكثر رسوخاً في الذاكرة.
ذاكرة المتحدثين وتذكر الجمل
وأشار الباحثون أيضاً إلى أن الذكريات الصوتية ليست مقتصرة فقط على المقاطع الصوتية الفردية، بل تمتد أيضاً إلى الذاكرة المتعلقة بالمتحدثين أنفسهم عبر جمل متعددة. وهو ما يعكس قدرة الدماغ البشري على تكوين روابط بين الصوت والهوية.
خلاصة الدراسة:
تكشف هذه الدراسة عن سبب تذكر بعض الأصوات أكثر من غيرها، حيث أن الخصائص الصوتية مثل ارتفاع الطبقة الصوتية، والشدة، والإيقاع، تساهم بشكل كبير في تعزيز قابلية تذكر الأصوات. كما تقدم هذه النتائج رؤى جديدة حول كيفية عمل ذاكرة البشر وكيف تؤثر العوامل الصوتية على قدرتنا على تذكر الأصوات المختلفة.