فنان صربي ينسخ يوميات راتكو ملاديتش ليعيد كتابة التاريخ
في صربيا، حيث دمرت الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة الأخضر واليابس، ينسخ أحد الفنانين يوميات أحد زعماء هذه الحرب، وفي التفاصيل.
على مدى أربع سنوات كانت نهارات فلاديمير ميلادينوفيتش تبدأ على الدوام بفنجان قهوة وبيوميات أحد أشهر زعماء الحرب في البلقان... راتكو ملاديتش.
فقد نسخ هذا الفنان كلمة بكلمة بخط اليد أربعمئة صفحة من هذه اليوميات التي بدأ ملاديتش كتابتها عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين على أوراق بيضاء كبيرة باتت تغطي جدران صالة "اوغستر" الفنية في بلغراد.
وقد كتبت اليوميات بلغة عسكرية محضة لكنها ليست عبارة عن ملاحظات مدونة بشكل عشوائي كما يتوقع من رجل غالبا ما وصف بأنه "تجسيد للشر". بل هي ملاحظات مقتضبة مكتوبة بعناية تتناول السياسة والمسائل العسكرية مع تعليقات وملاحظات أنيقة.
ويوضح أنه في نهاية المطاف يمكن القول إن اللغة عادية لا تكشف الكثير إلا أنها في الوقت عينه تقول الكثير من الأمور.
ويقول إنه كان يهدف في مسعاه لنسخ هذه اليوميات مسعى إلى مواجهة الماضي الذي لا زالوا مضطرين إلى تناوله اليوم بعد ربع قرن على الحرب.
ففي حين يأخذ القضاء مجراه، لا تزال جروح النزاعات التي مزقت يوغوسولافيا السابقة غير ملتئمة.