أنفاق الحقبة الشيوعية نقطة جذب للسياح في ألبانيا
أنفاق تحوي مجمعًا معقد التصميم الهندسي في ألبانيا، من مخلفات المرحلة الشيوعية، كان معدًا لإيواء القيادة السياسية في حال نشوب حرب، تحول إلى معلم سياحي يستقطب سياحًا من بلاد كثيرة.
سدد وباء كورونا ضربة قوية للسياحة في ألبانيا، غير أن قلة من الزوار ، الأجانب لا يزالون يُقبِلون على التنقل داخل متاهة شكّلتها سلسلة أنفاق حفرها الرئيس الأسبق أنور خوجة لحماية نفسه من هجوم نووي لم يحصل يوما.
خلال أربعة عقود في الحكم، زرع الزعيم الراحل البلد الصغير في منطقة البلقان بآلاف الملاجئ كما حفر تحت الأرض كيلومترات من السراديب المعدة للاحتماء من أي هجوم ذري محتمل.
لكن الملجا الأكثر إثارة للاهتمام يبقى ذلك المحفور في الصخر تحت القصر المشيد في قريته جيروكاسترا جنوب ألبانيا حاليا، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث.
وبعد ثلاثة عقود على سقوط حكم خوجة، يشكل "نفق الحرب الباردة" نقطة جذب سياحي بارزة، رغم أن عدد الزوار الأجانب تراجع بنسبة تسعين في المئة هذه السنة بسبب فيروس كورونا.
ومن بين الزوار الـثلاثمئة الذين توافدوا هذا الصيف إلى الموقع، يتنقل مهندس المعلوماتية الفرنسي ألكسندر داخل الانفاق الممتدة على ألف وخمسمئة مترًا في ثغر الجبل تحت القصر المشيد في القرن الثاني عشر والذي استُخدم كمعتقل في زمن سابق.
وتجوب المجموعة الفرنسية المؤلفة من عشرة سياح أرجاء هذا العالم المبني تحت الأرض، وكان يراد من المجمع أن يؤوي كوادر النظام والقيادة العسكرية في حال النزاع إذ كان المطلوب أن يوفر لهم مركزا سريا لقيادة العمليات العسكرية. وكان يُطلب من سكان تنفيذ مناورات في الموقع مرات عدة سنويا.
ومع أن جدران الموقع باتت تتفتت ببطء داخل الأنفاق المتداعية، فإن المجمع كان في الواقع معلما ذا هندسة معقدة، يضم قاعات كثيرة معدة لمقاومة القنابل الذرية بزنة عشرين ألف طن وفيها غرف للقيادة العسكرية وأجهزة الاستخبارات والنيابة العامة والقضاء وعمليات التجسس.
كذلك كانت تضم هذه الأنفاق غرفا مخصصة للإرسال الإذاعي أو للتنصت، فضلا عن مهاجع ومخبز وصهاريج مياه وحتى رشاشات كلاشنيكوف ومسدسات توكاريف الروسية نصف الأوتوماتيكية لمواجهة أي تسلل معاد محتمل.