مزرعة عمودية "زهرية" تبتكر حلولا للتكيف مع كورونا في البرازيل
المزرعة الزهرية هي تقنية جديدة للزراعة، ترفع حجم الانتاج إلى عشرا الأضعاف، وتوفر كميات كبيرة من المياه، تجربة مهندسين في البرازيل خير مثال.
في مستودع غرب ساو باولو، تنمو الفواكه والخضار على رفوف يقع بعضها فوق بعض، متنعّمة بضوء زهري اللون.
"المزارع الزهرية" ("بينك فارمز") هي أول مزرعة عمودية في هذه المدينة البرازيلية التي تضجّ بالحياة وتعدّ اثني عشر مليون نسمة، حيث تندر الأراضي الزراعية وتستورد المنتجات من بلدان بعيدة.
تتألّف المزرعة من برجين مساحتهما كمساحة شقّة صغيرة، الأول فيه ثمانية رفوف والثاني عشرة.
ويستخدم القيّمون عليها تقنية يُستغنى فيها عن التربة لتنمية النبات ونظام ريّ يطهّر مياهه الخاصة ومصابيح ثنائية باعثة للضوء حمراء وزرقاء تعطي معا اللون الزهري.
إنتاج هذه المزرعة هو أعلى بمئة مرة تقريبا من انتاج مساحة موازية لقطعة أرض زراعية، واستخدامها للمياه هو أدنى بنسبة خمسة وتسعين في المئة، وفق ما يقول جيراردو مايا الذي ساهم في تأسيس هذا المشروع.
وقد أطلق مايا، وهو مهندس في التاسعة والعشرين من العمر، مع زميلين هذا المشروع قبل عامين، وبدأ الإنتاج العام الماضي.
وسرعان ما لمع اسم هذه المنشأة بفضل منتجاتها المحلية الطازجة التي تتهافت عليها المطاعم.
وكانت الأمور تجري على خير ما يرام إلى أن حلّت أزمة كورونا.
وفي ظلّ تزايد الإصابات في البرازيل حيث تسجَّل ثاني أعلى حصيلة للوفيات في العالم بعد الولايات المتحدة، فرضت تدابير العزل في ساو باولو، بؤرة تفشي الوباء. وشمل العزل بطبيعة الحال زبائن "المزارع الزهرية".
ويقول مايا إن الوباء ضربهم في الصميم وكان عليهم اعتماد نهج آخر لكنهم استنبطوا فرصا أخرى. فالمسألة تقضي بالمثابرة على التحسّن.
وللتكيّف مع تداعيات الأزمة، خاضت "المزارع الزهرية" غمار الانترنت لبيع منتجاتها واستحدثت خطّ إنتاج لبقول ورقية مشبعة بالمغذيات والمتبّلات.