اسبانيا تتحول إلى أحد منتجي نبتة القنب التي ينتج منها الماريجوانا
اسبانيا تتحول إلى أحد منتجي نبتة القنب التي ينتج منها الماريجوانا، الأمر الذي يدفع الشرطة الإسبانية تنظم عنليات دهم منظمة للمناطق التي تُزرع فيها هذه النبتة.
كان ظلام الليل لا يزال حالكاً عندما دهمت الشرطة بيتاً صغيراً في إحدى ضواحي برشلونة.
في الطبقة السفلى، تحت ضوء أصفر شديد، تنمو المئات من نباتات القنب في هذه "المزرعة" غير القانونية التي ينتشر الكثير مثلها في إسبانيا.
شكّلت إسبانيا على مدى عقود بوابة حشيشة شمال إفريقيا إلى أوروبا، إلاّ أنها أصبحت اليوم دولة منتجة للقنب، تجذب المنظمات الإجرامية من كل أنحاء أوروبا.
فقد زادت مضبوطات نباتات الماريجوانا في إسبانيا أربعة أضعاف بين عامي ألفين وأربعة عشر وألفين وثمانية عشر، وفقًا لوزارة الداخلية، وهي تمثّل ثلث المضبوطات داخل الاتحاد الأوروبي، بحسب آخر تقرير أوروبي عن المخدرات ، نُشر العام الماضي.
وأصبحت كاتالونيا الواقعة شمال شرق إسبانيا، على الحدود مع فرنسا، "مزرعة (القنب) في أوروبا"، على ما وصفها رامون شاكون، أحد مسؤولي قسم التحقيقات الجنائية في شرطة منطقة كاتالونيا.
وذكّر شهود عيان أن كل شيء بدأ قبل عشر سنوات، عندما أدركت المنظمات التي تتولى على الساحل الإسباني للبحر الأبيض المتوسط توزيع الحشيشة الواردة من الضفة الإفريقية، أنها ستكسب أكثر من الماريجوانا.
ويُعتبر استهلاك القنب الأكبر بين المواد المخدّرة في أوروبا، إذ يبلغ عدد مستهلكيه خمسة وعشرين مليوناً، ووصل حجم تجارته العام الماضي نحو أكثر من احد عشر مليار يورو.
نفذّت الشرطة خلال الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول الجاري ثلاث عمليات ضد الإنتاج غير القانوني للقنب في كاتالونيا.
واحدة من هذه العمليات في سان إستيبان، على بعد خمسة وعشرين كيلومتراً من برشلونة، وقد تمكنت الشرطة خلالها من وضع يدها على ألف وخمسمئة نبتة، وأوقفت أربعة أشخاص.
بصمت، تقدّم رجال الشرطة، ببنادقهم الهجومية وستراتهم الواقية من الرصاص، باتجاه مجموعة منازل صغيرة معزولة، استعداداً لدَهم هذه "المزرعة" غير القانونية.
وتستأجر عصابات المافيا هذه المنازل، وهي في الغالب غير مأهولة منذ الأزمة المالية عام ألفين وثمانية، وتقيم فيها مزارع قد يبلغ إنتاج الواحدة منها أربعة أضعاف ما تنتجه أيّ مزرعة في الهواء الطلق.
في الطبقة السفلى الضخمة، تنتشر تحت أضواء كاشفة صفراء قوية مئات الشتلات التي يصل ارتفاعها إلى نحو متر واحد، ورغم وجود مراوح، ثمة نسبة عالية من الرطوبة في الجوّ، كما في غابة تنضح برائحة الحشيشة.
ويبلغ سعر غرام الحشيشة في إسبانيا خمسة يوروهات، لكنه يزيد في أوروبا بمعدّل ثلاثة أضعاف أو حتى ستة في بعض الدول الاسكندينافية.