مرحبا بك في موقع دنيا يا دنيا، حيث تجد كل ما تحتاجه من معلومات ونصائح .

باحث عربي في أمريكا: سرعة الانجازات الطبية خلال "كورونا" سابقة لم تتكرر عبر التاريخ - فيديو

باحث عربي في أمريكا: سرعة الانجازات الطبية خلال "كورونا" سابقة لم تتكرر عبر التاريخ - فيديو

نشر :  
منذ 4 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 4 سنوات|

قال الباحث في المناعة والأورام في جامعة جورج تاون في العاصمة الأمريكية واشنطن د. سمير خليف إن إن ما حققه العالم من تعاون علمي بين العلماء عبر العالم، ومن سرعة في تطوير الأنظمة الصحة، والبنى التحتية، والعمل على انتاج لقاحات وأدوية للفيروس، خلال أشهر من جائحة كورونا، أمر لم يتكرر عبر التاريخ.

وضرب مثالًا على ذلك خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا: خلال الـ 200 عامًا الماضية، كان العلماء يحتاجون من 5 إلى 7 سنوات للوصول إلى لقاح لأي فيروس، لكن أن يتمكنوا خلال أقل من عام من تحقيق نتائج تكاد تكون شبه نهائية على أكثر من لقاح، من المتوقع بدء استخدامها قبل نهاية العام، فهذا سبق لم يتكرر.

وأضاف أنه من المتوقع أن تنتهي الدراسات السريرية في المرحلة الثالثة على أكثر من لقاح قبل نهاية هذا الشهر، أو بداية الشهر المقبل، حينما يتأكد للباحثين أن هذه اللقاحات "فعّالة" و"آمنة".

واعتبر خليف أن تجربة العلماء مع هذا الفيروس تجربة، فريدة من نوعها عبر التاريخ، وعلى من ما زال يشكك بوجوده ان ينظر إلى ملايين المصابين، وأكثر من مليون وفاة.

وقال إن العلماء والأطباء تمكنوا خلال الأشهر الماضية من تخفيض نسبة الوفيات، فعلى سبيل المثال، كان معدل الوفيات لدى المصابين فوق الـ 70 عامًا في بداية الجائحة، يصل 30%، والآن 10%، وهذا يؤكد أن المشتغلين في القطاع الطبي أصبحوا يمتلكون معلومات أكثر عن هذا الفيروس.

صحيح أن الفيروس فاجىء العالم بطريقة العدوى، فـ نسبة 40% من المصابين من دون أعراض، وهذا يزيد من صعوبة التقصي والمتابعة، كما فاجأنا بطريقة مهاجمته المريض، ما أدى إلى حدوث اختلالات في بعض أجهزة بعض المصابين الحيوية، غير أن مجتمع العلماء قبل التحدي ويعمل باقتدار.

واكد خليف ان الفيروس داهم العالم من دون استعداد كافٍ، لكن لهذا الأمر فائدة قد تدفع باتجاه تغييرات جذرية في الأنظمة الصحية، فقد كشف الفيروس فجوات في الأنظمة الصحية في كثير من الدول وعدم قدرتها على توفير الخدمات الصحية الكافية.

كشفت الجائحة أن الأنظمة الصحية لا تمتلك أجهزة تنفس كافية، وأسرة في وحدات العناية الحثيثة تلبي الطلب المتزايد عليها من المصابين بالفيروس، فـ الكوادر الطبية المشتبكة مع الوباء لم تكن تتوقع اعداد الإصابات المنتظرة، ناهيك عن ان كل مصاب في المعدل يُعدي ثلاثة أشخاص، وهذا من شأنه مضاعفة الأعداد في متوالية هندسية متصلة.

لكن هذا الكشف جعل الأنظمة الصحية تعمل على تطوير كفاءة كوادرها الطبية، وتطوير في البنى التحتية للقطاع الطبية، والتقديرات أن العالم شهد تطورًا كبيرًا جدًا في الطب خلال الأشهر الماضية لا يقارن بسنوات كثيرة.

اقرأ أيضاً: مُستشار أوبئة أردني: لم نتجاوز الموجة الأولى في الأردن ولن نعود إلى صفر حالة - فيديو 

وحول ارتفاع عدد الإصابات في الأردن، قال خليف إن العالم يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الإصابات، وهذا له تفسيره، فـ الدول لم تتمكن فرض مبدأ التباعد الاجتماعي بالشكل المطلوب للوقاية من الفيروس، وكانت أشهر الصيف، بسبب أن أغلبية النشاطات الاجتماعية في الهواء الطلق، خير  معين للحد من انتشار الوباء، لكن بعد أن حل فصل الخريف، وعاد الناس إلى مناطق مغلقة، من دون الالتزام باشتراطات السلامة العامة، من لبس الكمامات والتعقيم وغسل اليدين، بدأت أعداد الإصابات ترتفع بشكل مضطر.

لذا فإن خليف يؤكد أن لبس الكمامة وغسل اليدين بكثرة والتباعد الاجتماعي هو اللقاح الأكثر نجاعة، فحتى لو طُرحت اللقاحات المختلفة خلال الشهرين المقبلين، فإنه لن تكون قادر على حماية إلا من 50 إلى 70% من البشر، فإن الالتزام باشتراطات السلامة العامة هو الحل الأمثل، وإلا سنبقى نكرر تجارب فاشلة.

وأوضح أكثر بقوله؛ لنفترض وجود شخص مصاب، ويلبس كمامة، وبجواره شخص آخر غير مصاب، لكنه يلبس كمامة أيضًا، فإن توقع إصابة الثاني لا تتجاوز 2%، بينما تتضاعف توقعات الإصابة إن كان أحدهما أو كلاهما من دون كمامة.

وتناول خليف في حديثه تجربة السويد التي لم تطبق التباعد الاجتماعي، ولم تفرض لبس الكمامة، فقال إن عدد سكان السويد 10 ملايين نسمة، توفي فيها من الفيروس 6 آلاف شخص، وإذا ما قارنا السويد، بدولتين اسكندنافيتين يسكنهما 10 ملايين نسمة، كما السويد. السكان والطباع والطقس والأكل وحتى أدق التفاصيل فيهما تشبه السويد، هما الدنمارك والنرويج، وقد طبقتا التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة، فإن عدد الوفيات 500 شخصًا، هذا يعني أن الوفيات في السويد التي لم تطبق التباعد الاجتماعي ولا فرضت الكمامة أكثر من عشرة أضعاف عدد الوفيات في الدنمارك والنرويج، وهذه عبرة علينا أن نستفيد منها.