باحث: هل الوفيات بسبب مباشر من فيروس كورونا أم أن المصابين ماتوا وهم يحملون الفيروس؟

هل كل الذين تعلن وزارة الصحة وفاتهم كل يوم من كورونا، يموتون بسبب مباشر من إصابتهم بالفيروس، ام أن نسبة منهم ماتت لأسباب أخرآ وهي تحمل الفيروس.

طالب الباحث والكاتب في شؤون الأنظمة الصحية د. سهيل الصويص وزارة الصحة بأن تحدد إن كانت الوفيات اليومية التي تعلن الوزارة أنها حدثت بسبب كورونا، هي بالفعل من هذا الفيروس، أو أن المتوفين ماتوا ومعهم كورونا، فالفرق بين الحالتين كبير.

وقال خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا إن هذه الثغرة تتسبب في انتشار الإشاعات، فإن كانت كل الوفيات التي تعلنها الوزارة يوميًا هي بسبب مباشر جراء الإصابة بفيوس كورونا، فهذا أمر خطير، أما إن كانت الوزارة تضع كل الوفيات في تصنيف واحد، سواء ماتوا من كورونا، أو ماتوا لسبب آخر ومعهم كورونا، فهذا يستدعي الانتباه.

وحول طلب بعض أسر متوفين، لديهم بوالص تأمين على الحياة، أن لا تصنف الوفاة بسبب كورونا، ليتسنى لهم الحصول على قيمة التأمين، أوضح أن المواطن لا يمتلك الحق في تحديد سبب الوفاة، فالجهة الطبية هي صاحبة الحق في ذلك.

وأضاف ان التأمين على الحياة لا يغطي الوفيات بسبب الأوبئة، فالأوبئة مسؤولية الدولة، وهو يعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع لأسرة كل متوفي بسبب كورونا 20 ألف دولارًا.

وتناول الصويص في حديثه مؤشرات إحصائية، تبين كيف تطور الوباء عندنا في الأردن، اعتبارًا من الثغرة التي حدثت عبر حدود جابر، واطلق عليها "جابر غيت"، حينما دخلت الأراضي الأردنية عبر حدود جابر حافلة تحمل 44 عائدًا إلى الوطن، كان بينهم مصابون بفيروس كورونا.

وبسبب حالة التراخي التي سادت تلك الفترة، فإن هؤلاء انتشروا بين الناس، وإذ بالصورة تتغير اعتبارًا من يوم 7 آب، حينما بدأت الإصابات بالتدريج.

وقال إن عدد الحالات بلغت، منذ أول حالة يوم الثاني من آذار إلى يوم 7 آذار ، اي خلال 160 يومًا، 1223 حالة، و11 وفاة، بينما بلغت خلال الفترة من 7 آب إلى 7 أيلول، أي خلال شهر، 1178 إصابة، والوفيات 6 .

لكن الأعداد أخذت منذ شهر أيلول تتضاعف، فقد بلغت عدد الإصابات من 7 أيلول إلى 7 تشرين الأول 16590 إصابة، والوفيات بلغت 105، بينما أصبحت خلال الشهر التالي، أي من 7 تشرين الأول إلى 7 تشرين الثاني 85801 إصابة، والوفيات 1059.

من تاريخ 7 تشرين الأول الشهر الحالي وحتى يوم يوم 24، أي خلال 17 يومًا، بلغت عدد الإصابات 88194، والوفيات 1321.

الأرقام التي وصلناها خطيرة جدًا، فقد أصبحنا بترتيب 38 على المستوى العالمي بعدد الإصابات، والخامس عربيًا، والأول عالميًا بعدد الإصابات بالنسبة لعدد السكان، وبالترتيب 12 عالميًا بالنسبة للفحوص الإيجابية.

وقال الصويص أنه بالمقارنة مع دولتي قطر والكويت، فإن عدد الإصابات في قطر يوم 7 آب، بلغت 90 ضعف عدد الإصابات في الأردن، والكويت 65 ضعفًا، اما الآن فقد تغيرت الصورة.

ففي الأيام العشرة الأخيرة فقد بلغ متوسط عدد المصابين في وحدات الإنعاش  454 يوميًا، ومتوسط الوفيات في الفترة نفسها 68 يوميًا، أي أن 15% من المصابين المقيمين في وحدات الإنعاش يموتون، بينما بلغ متوسط عدد المصابين في وحدات الإنعاش في الكويت للفترة نفسها، 110 يوميًا، ومتوسط الوفيات 2، أي أن نسبة الوفيات إلى عدد المقيمين في وحدات الإنعاش بلغت أقل من 2%.

وإذا تناولنا هذه المؤشرات استنادًا إلى عدد الذين يدخلون المستشفيات من المصابين بكورونا يوميًا، فهم 232 لآخر 10 أيام، يموت مقابلهم 68، أي أن من يموت ثلث عدد الذين يدخلون المستشفيات، وهذا شيء خطير.

الأردن كورونا

أيضاً في هذه الحزمة