ماذا يعني اصطحاب حيوان أليف في المنزل وما القيمة الحقيقية لوجوده..؟
تربية حيوان أليف ليست مجرد هواية، البعض يفتح أبواب منزله للحيوانات إما لتعليم الأطفال الرأفة بالحيوان، أو ليكون أنيسا لهم في المنزل. ولكن هل تعلمون ما الذي يعنيه بالفعل اصطحاب حيوان أليف في المنزل والقيمة الحقيقية لذلك، وكيف يمكن اختيار نوع الحيوان الأليف المناسب لطبيعة حياتك العملية والأسرية؟ شخصيتك ونمط حياتك يحددان أي الحيوانات الأليفة مناسبة لك.
الالتزام نحو صديقك الجديد
أول شرط لتربية حيوان أليف هو الثقة من أنك تستطيع الالتزام بواجباتك تجاه هذا الحيوان، ربما تجده هواية ولكنه يجد فيك كل عالمه، لذا تأكد من وجود شخص آخر يمكن الاعتماد عليه لأداء واجباتك نحو الضيف الجديد، وتأكد أيضا من القدرة على الالتزام المادي اللازم للإنفاق على احتياجاته من طعام وعلاج وترفيه، وهي الأمور المهمة له، كذلك لا بد أن يتوافق أسلوب حياتك مع تربية هذا النوع تحديدا من الحيوانات. فتربية حيوان أليف في المنزل أشبه بوجود طفل لا يتقدم في العمر، يحتاج للرعاية ولا يستطيع التعبير عن احتياجاته.
أقرأ ايضا:نصائح للعناية بالحيوانات المنزلية الأليفة
لا تجعله ضيفا ثقيلا على المحيطين
الشرط الثاني الواجب توافره هو موافقة أهل المنزل على وجود هذا الحيوان، والتأكد من أنه لا يوجد أحد من أفراد المنزل يعاني من الحساسية تجاه الحيوان، وهذا لأنك لن تحبس الحيوان في غرفة منفصلة، بل إنه سيتعامل مع كل أفراد المنزل، لذا يجب أن يكون الجميع متوافقا مع الزائر الجديد. وحاول كذلك عدم شرائه من التجّار لأنهم يعرّضون الحيوانات غالبا لظروف حياة قاسية، وابحث أولا في ملاجئ الحيوانات الموجودة في بلدك.
عادة ما يميل محبو الحيوانات الأليفة إلى حيوانات بعينها مثل الكلاب والقطط والسمك والسلاحف والطيور، وهنا سنسرد بعض من أهم الحقائق والمعلومات التي يجب على مقتني هذه الحيوانات معرفتها.
تربية القطط مثالية للجميع
القطط حيوانات مثالية لمختلف أساليب الحياة، وخاصة لهؤلاء الذين يعملون لساعات طويلة بالنهار، فالقطط كائنات مستقلة، وتنام 16 ساعة تقريبا يوميا، ولكن هذا لا ينفي أنها أيضا تحتاج إلى الاهتمام والرعاية، مثل وضع الطعام وتنظيف صندوق الرمل الخاص بفضلاتها، مع التأكد من المتابعة الدورية للتطعيمات الخاصة بها.
وينتشر اعتقاد بأن القطط تمثّل خطرا على السيدات الحوامل والأجنّة في أرحامهن، مسببة مرض التكسوبلازما، ولكن في حقيقة الأمر مجرد تربية القطط لا تصيب صاحبتها بهذا المرض، فلكي ينقل القط المرض للإنسان، يجب أولا أن يكون مصابا به، وهو ينتقل للإنسان عند ملامسة فضلات القط بشكل مباشر فقط، كما أن هذا المرض يمكن أن يصاب به غير المربين للقطط، فالمرض في الأساس ينتقل للحيوان أو الإنسان عن طريق تناول طعام غير نظيف.
أقرا أيضا:مراقبة الطيور في متنزه سنترال بارك النيويوركي بزمن كورونا
تربية الكلاب مناسبة للعائلات
الكلاب مخلوقات مليئة بالحيوية والطاقة والحب تجاه أصحابها، ويجب عليها أن تتدرب يوميا وتخرج من المنزل على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، وإن كانت تربية حيوان بمثابة وجود طفل في المنزل، فإن الكلاب ينطبق عليها هذا الأمر بشكل خاص، فهي تصاب بالاكتئاب إن تركها أصحابها أو خاصموها، لذا فهي مثالية للعائلات خاصة تلك التي لديها أطفال، وللأشخاص الذي يعملون من المنزل.
يجب الانتباه إلى أن الكلاب يجب تمرينها على التبول في أماكن محددة ومتابعة التطعيمات الدورية، ويجب تحميمها فهي لا تنظف نفسها بنفسها على عكس القطط، والأهم أنها يجب أن تعيش داخل المنزل مع أصحابها، وألّا تترك للتقلبات الجوية في الشرفات وعلى أسطح المباني كما يفعل كثيرون.
الأسماك ملائمة للمنازل الصغيرة
ميزة الأسماك أنه يمكن تربيتها في مختلف المساحات المنزلية، خاصة إن كان أفراد المنزل لا يملكون الوقت الكافي لتمضيته مع حيوان أليف، أو يملكون حساسية ضد أنواع الحيوانات الأليفة الأخرى.
رغم أن تربية الأسماك لا تتطلب جهدا كبيرا للعناية اليومية بها، فإنها بالتأكيد تحتاج بعض الرعاية، مثل توفير الغذاء بشكل دائم، والتأكد من أن المياه مناسبة للسمك مع تنظيفها بشكل دائم.
وتتوافر الآن في المتاجر الخاصة ببيع مستلزمات الحيوانات الأليفة أجهزة حديثة تقوم بمهام توفير الغذاء وتنظيف المياه، وفي حالة توفير هذه الأجهزة في المنزل، يمكن الغياب لبعض الوقت عن الأسماك.
يجب الانتباه أيضا إلى مراعاة أنواع أسماك عند جمعها في الحوض نفسه، لأن هناك أنواعا لا يمكن أن تتواجد في مكان واحد.
أقرأ أيضا:أول ظهور أمام الجمهور لحيوان باندا عملاق ولد في هولندا
مواصفات خاصة لقفص الطيور
مثلها مثل الأسماك، يلجأ إلى تربية الطيور من لا يملك مساحة كافية في المنزل، ولكن عند الاستقرار على قرار الحصول على أحد الطيور كأليف في المنزل، يجب اختيار نوع الطائر حسب حجمه وشخصيته التي تناسب أفراد المنزل.
يخطئ البعض في تقدير قدرات الطيور، فبجانب أنها تملك ألوانا مدهشة تسر الناظرين، فإن الطيور مخلوقات ذكية يمكن اللعب معها، كما أنها أحيانا تحب الرقص على أنغام موسيقاها المفضلة.
تربية الطيور تتطلب عناية خاصة ومختلفة عن سائر المخلوقات، فبجانب الحفاظ على نظام غذائي متوازن لها، وتوفير مياه نظيفة دائما، مع التنظيف الدوري للقفص؛ يجب مراعاة أن يكون القفص كبيرا بما يكفي كي يستطيع الطائر فرد جناحيه وممارسة حياته بشكل شبه طبيعي، كما يجب توفير مساحة خالية قدر الإمكان في المنزل لكي يستطيع الطائر الطيران كلما أمكن.
السلاحف تحتاج لبيئة خاصة
يفضّل البعض اقتناء سلحفاة بريّة لتكون الحيوان الأليف الخاص بأطفالهم، معتمدين على أنها لا تحتاج إلى مجهود كبير في العناية بها وغير مكلّفة، كما أنها تعيش طويلا جدا مقارنة بالحيوانات الأخرى، ولكن رغم ذلك فهناك بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها عند تربية سلحفاة.
هناك العديد من الأمور الخاطئة التي يفعلها مربو السلاحف البرية، مثل تركها في مساحة المنزل بالكامل للحركة، أو ترك الأطفال يدقون على صدفتها، إطعامها الخس والجرجير فقط، ولكن من الأفضل أن توضع السلحفاة في بيت مصنوع خصيصا لها، وهذا من أجل التحكم في درجة الحرارة المناسب للسلحفاة عن طريق إضافة إضاءات مختلفة، كما يجب إطعامها أنواعا مختلفة من الطعام والمحافظة على نسبة الكالسيوم في نظامها الغذائي، حتى لا تصاب بوهن في العظام والصدفة.