بعد تشييع "فلويد": احتجاجات ضد العنصرية حول العالم وترامب يدعو للمساواة

فيما شُيعت جنازة جورج فلويد في مينيابوليس، اجتاحت تظاهرات تدين مقتله مدن العالم رغم التحذيرات من كورونا، وجرت أكبر هذه التظاهرات في مدينة فرانكفورت بألمانيا احتجاجا على العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة.

شارك المئات في مينيابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية في مراسم تأبين جورج فلويد الذي لقي مصرعه أثناء قيام الشرطة بتوقيفه في قضية أشعلت تظاهرات واسعة في الولايات المتحدة والعالم، فيما تعهّد الناشط من أجل الحقوق المدنية آل شاربتون بأن الاحتجاجات ستتواصل إلى أن "نغيّر نظام العدالة بأكمله".

وبعد المراسم، خرجت تظاهرات اتّسمت معظمها بالسلمية في مدن أميركية عدة للمطالبة بالعدالة وبإنهاء التمييز العنصري. ففي نيويورك، احتشد وسار الآلاف على جسر بروكلين وكذلك نُظمت مسيرات في واشنطن ولوس أنجليس وسياتل، وقد رفع فيها جميعها حظر التجول.

وفي أحد الشوارع قرب البيت الأبيض، كتب متظاهرون الجمعة عبارة "بلاك لايفز ماتر" أو "حياة السود مهمة" بدهان أصفر وحروف عملاقة، قبل مظاهرات حاشدة مقررة السبت للاحتجاج على العنصرية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة.

كما تصاعد الغضب في الولايات المتحدة الجمعة بعد نشر صور جديدة تظهر وحشية الشرطة مع استمرار التظاهرات التي تحتج على إساءة معاملة السود خلال الأسبوع الماضي إثر وفاة جورج فلويد.

 وفي بوفالو بنيويورك، أوقف شرطيان عن العمل بدون أجر بعد أن أظهرهما مقطع فيديو يدفعان محتجاً عمره 75 عامًا سقط وأصيب بجرح في رأسه.

وفي انديانابوليس فتحت الشرطة تحقيقاً بعد نشر شريط فيديو يظهر أربعة شرطيين على الأقل يضربون امرأة بالهراوات ويرشونها برذاذ الفلفل مساء الأحد. 

وأفادت عدة تقارير إعلامية أن أفراد شرطة بمدينة نيويورك انهالوا الخميس بالضرب على عشرات المتظاهرين المسالمين الذين خالفوا حظر التجول في برونكس بعد محاصرتهم، بحيث لم يتركوا لهم مكاناً يهربون إليه.

كما خرجت عشرات المظاهرات المنددة بالعنصرية في عدة مدن أوروبي، ففي مدينة فرانكفورت بألمانيا خرج بعد ظهر الجمعة 5 حزيران عدة آلاف من المتظاهرين احتجاجا على العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة. 

وقالت متحدثة باسم الشرطة هناك إن المظاهرة مرت بسلام، مشيرة إلى أن المشاركين الذين وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف التزموا بالقواعد الصحية المفروضة بسبب فيروس كورونا وارتدوا أقنعة الوجه. ورفع كثيرون أيديهم في الهواء وحملوا لافتات كتب عليها شعارات مثل "مصابكم مصابنا، معركتكم معركتنا".

كما تظاهر حوالي 4500 شخص الجمعة في هامبورغ شمالي ألمانيا أمام القنصلية الأمريكية على نهر ألستر للتنديد بالسلوكيات العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة، وكان العدد المسجل أصلا لتنظيم المظاهرة 250 شخصا فقط.

وفي سياق ذي صلة ناشد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك البريطانيين الجمعة عدم الاشتراك في المظاهرات الكبيرة المناهضة للعنصرية بسبب خطر فيروس كورونا.

في السياق نفسه رفضت الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس تنظيم مظاهرتين، قالت إنهما مقررتين أمام السفارة الأمريكية السبت. واستشهدت الشرطة بالقيود المفروضة على التجمعات التي تضم أكثر من عشرة أشخاص، وكذلك المخاطرة بحدوث اضطرابات.

وفي أستراليا، أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مسيرة لمتظاهرين إلى مبنى البرلمان في كانبيرا، على الرغم من محاولات السلطات وقف التجمعات بسبب فيروس كورونا. كما لفت الأستراليون الانتباه إلى سوء معاملة المواطنين الأصليين.

وتجمع متظاهرون نمساويون بالقرب من السفارة الأمريكية في فيينا، حاملين لافتات تحمل شعارات مثل "لا توجد أعراق.. فقط نوع واحد"، بينما سمحت الشرطة في النرويج لآلاف الأشخاص بالاحتجاج على الرغم من أن السلطات قالت إن 50 فقط سيسمح لهم بذلك.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة، إن جميع المواطنين الأمريكيين يستحقون المساواة بموجب القانون، وزعم أنه "يوم عظيم" لجورج فلويد، مضيفاً في مؤتمر صحفي هو الأول له خلال عدة أيام: "هذا ما يتطلبه دستورنا وهو ما تهتم به بلادنا بشكل خاص ".

وقال الرئيس فى مؤتمره الصحفى بحديقة الورود بالبيت الأبيض : " العدالة القائمة على المساواة بموجب القانون يجب أن تعني أن كل أمريكي يتلقى معاملة متساوية في كل لقاء مع تطبيق وإنفاذ القانون بغض النظر عن العرق أو اللون أو النوع أو العقيدة ، يجب أن يتلقوا معاملة عادلة من إنفاذ القانون".

وحول وفاة فلويد  قال ترامب  " رأينا  جميعا ما حدث الأسبوع الماضي ، لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث". وأضاف ترامب: "آمل أن ينظر جورج من السماء الآن ويقول هذا شيء عظيم يحدث في هذا البلد. إنه يوم عظيم بالنسبة له. إنه يوم عظيم للجميع. إنه يوم عظيم ورائع من حيث المساواة".

العالم احتجاجات

أيضاً في هذه الحزمة