أقدم ساعاتي في شارع الرشيد صامد في كلّ أزمنة بغداد  

أهم الأخبار

أقدم ساعاتي في شارع الرشيد صامد في كلّ أزمنة بغداد  

ساعاتي عراقي ورث محل الساعات في شارع الرشيد، الذي أسسه جده عام ألف وتسعمئة وأربعين، يعاني اليوم كثيرًا بسبب ما أصاب الحياة من تحولات.

يواظب يوسف عبد الكريم على فتح محله لتصليح الساعات يوميا في شارع الرشيد وسط بغداد، ليواصل ممارسة مهنة ورثها عن والده وجده، صامداً في وجه التغيّرات التي مرّت على الشارع العريق.   

عند العبور في شارع الرشيد، لا يمكن تجاهل متجر يوسف وواجهته المكسوّة بالغبار. ومن خلف الزجاج، تتراءى مئات الساعات من أزمنة مختلفة، في أرجاء المتجر بألوان وتصاميم متنوعة.   

تنتشر الساعات في كل مكان، داخل صناديق بلاستيكية على الأرض وفي علب كرتونية على الرفوف وداخل حقائب مختلفة، ما يجعل التنقل داخل المتجر الضيّق مهمة صعبة، لكن الرجل يعرف تفاصيله ومكان كل ساعة عن ظهر قلب.   

يوسف البالغ من العمر اثنين وخمسين عاماً والمعروف بأبي يحيى ، ينسب إلى التكنولوجيا دورا في تراجع الإقبال على الساعات اليدوية، إضافة الى الأوضاع الاقتصادية. 

  بدأ يوسف عبد الكريم تصليح الساعات في سنّ الحادية عشرة بعد وفاة جدّه الذي أسس المتجر قرابة العام ألف وتسعمئة وأربعين. وتعلّم المهنة من والده على مدى أعوام قبل أن يتقاعد هذا الأخير ويأخذ يوسف مكانه.   

غير أن مستقبل المحل الأقدم في شارع الرشيد لا يبدو مهددا، إذ يعكف أبو يحيى  على تدريب ابنيه على أمل أن يخلفه أحدهما وأن ينقلا هذا الإرث العائلي إلى أبنائهما.