مرحبا بك في موقع دنيا يا دنيا، حيث تجد كل ما تحتاجه من معلومات ونصائح .

اضطرابات الأكل بسبب السعي للرشاقة.. الأكثر شيوعًا لدى النساء

اضطرابات الأكل بسبب السعي للرشاقة.. الأكثر شيوعًا لدى النساء

نشر :  
منذ سنتين|
اخر تحديث :  
منذ سنتين|

تسعى كثيرات إلى النحافة والحصول على جسم رشيق، قد يكون ذلك أمرا طبيعيا، لكنه قد يكون أيضا مؤشر خطر إذا اقترن بالمبالغة وعدم الرضا، رغم فقدان الكثير من الوزن. يتحول حينها السعي الطبيعي إلى مرضي، يتسبب في إصابتهن باضطرابات الأكل ومن بينها مرض "أنوركسيا" (Anorexia) الأكثر شيوعا بين النساء.

ما مرض الأنوركسيا؟

تعاني ريهام طوال حياتها من الوزن الزائد، ومنذ عامين فقط، تناقص وزنها بشكل لافت. ورغم وصول وزنها إلى 49 كيلوغراما، ومع طولها الذي يتخطى 170 سم، لا تزال تعتقد أنها بدينة.

أصيبت ريهام بأحد أنواع اضطرابات الأكل وهو الأنوركسيا، أو فقدان الشهية العصبي، ويسبب ذلك المرض انخفاضا غير طبيعي في وزن الجسم، وخوفا شديدا من اكتساب الوزن، ويجعل المرضى يبالغون في تقدير حجم أجسامهم، حتى أنهم يرون أنفسهم أضخم في الحجم مما هم عليه في الواقع.

ولمنع زيادة الوزن أو الاستمرار في فقدانه، عادة ما يقوم الأشخاص المصابون بفقدان الشهية بتقييد حاد لكمية الطعام الذي يتناولونه. وقد يتحكمون في تناول السعرات الحرارية عن طريق التقيؤ بعد الأكل أو عن طريق استخدام المسهلات أو الأدوية أو مدرات البول أو الحقن الشرجية. وقد يحاولون أيضا إنقاص الوزن عن طريق ممارسة الرياضة بشكل مفرط، وممارسة التجويع الذاتي، حسب موقع "مايو كلينيك" (Mayoclinic).


إقرأ أيضاً المتفائلات يعشن أكثر من المتشائمات



ضغوط مجتمعية


يعد فقدان الشهية أكثر شيوعا بين الفتيات والنساء الأصغر سنا منه بين النساء الأكبر، إذ تكون المراهقات والفتيات في أوائل العشرينيات أكثر عرضة للخطر، بينما تعاني النساء في منتصف العمر وما بعده من اضطرابات الأكل بصورة أقل.

تقول الدكتورة كاثرين بريستون، أستاذ علم النفس في جامعة "يورك" في المملكة المتحدة، إن النساء لديهن مشاعر سلبية تجاه أجسادهن أكثر من الرجال؛ إذ تلعب الضغوط الاجتماعية والصور النمطية دورا رئيسيا في ما يتعلق بالتصورات السلبية لشكل الجسم. ونظرا لأن النساء أكثر عرضة لمثل هذه الضغوط، يكون تأثير اضطرابات الأكل على النساء أكثر من الرجال.

وتوضح كاثرين -في مقال على موقع "ميديكال نيوز توداي" (Medicalnewstoday)- أن هناك سببا رئيسيا آخر يتمثل في وجود ارتباط مباشر بين النشاط في منطقة الدماغ المرتبطة بإدراك الجسم والنشاط في القشرة الحزامية الأمامية، وهي منطقة الدماغ المرتبطة بمعالجة العواطف والمشاعر، مثل الرضا والخوف والغضب وتقدير الذات.

بمعنى أن هناك ارتباطا كبيرا بين إدراك الجسم والاستجابة العاطفية في ما يتعلق بالرضا عنه، وهو أكثر بروزا ووضوحا في نشاط الدماغ لدى النساء منه عند الرجال، مما يفسر تأثر النساء باضطرابات الأكل أكثر من الرجال.


سبب رئيسي للوفاة


في حالة إصابة المرأة بفقدان الشهية لا يحصل جسمها على الطاقة التي يحتاجها من الطعام، لذلك يتباطأ الجسد ويتوقف عن العمل بشكل طبيعي. بمرور الوقت، يمكن أن يؤثر فقدان الشهية على الجسم بطرق مختلفة، وفقا لموقع "ويمنز هيلث" (Womenshealth).


إقرأ أيضاً عسل النحل ينقذ النساء من سرطان الثدي



ومن بين الآثار التي قد تظهر على الجسم بسبب فقدان الشهية:

مشاكل القلب، بما في ذلك انخفاض ضغط الدم، وتباطؤ معدل ضربات القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، والنوبات القلبية، والموت المفاجئ.

-فقر الدم.
-ترقق العظام وهشاشتها.
-حصوات الكلى أو الفشل الكلوي.
-قلة الدورة الشهرية، والتي يمكن أن تسبب مشاكل في الحمل.
-خطر أكبر للإجهاض أو الولادة القيصرية أو ولادة طفل بوزن منخفض عند الولادة.
-الوفاة، ويأتي فقدان الشهية في المرتبة الثانية بعد تعاطي المواد الأفيونية ضمن أسباب الوفاة بين الفتيات والنساء.


على طريق المرض


وفقا لموقع "ويب ميد" (Webmd)، يعد عدم إشباع الجوع علامة ضمن قائمة من الأعراض والعلامات يمكن من خلالها معرفة الإصابة بمرض الأنوركسيا، ومن بينها:

-نقص الوزن الشديد
-توقف احترام الذات على شكل الجسم
-الرعب من اكتساب الوزن
-صعوبة النوم
-الدوار أو الإغماء
-تساقط الشعر
-اضطراب الدورة الشهرية
-الإمساك
-سرعة ضربات القلب
-الجفاف
-تورم الذراعين أو الساقين


وقبل ظهور أعراض فقدان الشهية، هناك بعض العلامات التحذيرية، ومن بينها ما يلي:

-القلق المستمر بشأن الحمية الغذائية والطعام والسعرات الحرارية والوزن
-الشكوى الدائمة من السمنة
-رفض تناول مجموعات كاملة من الطعام، مثل الكربوهيدرات
-التظاهر بعدم الجوع
-الالتزام بجدول تمارين صعب
-تجنب الأصدقاء
-الكذب بشأن كمية الطعام
-النظر في المرآة كثيرا
-عدم الرغبة في تناول الطعام في الأماكن العامة
-رحلة العلاج


وحسب موقع "ويمنز هيلث" يحتاج مريض الأنوركسيا إلى دعم العائلة والأصدقاء في خطة العلاج التي قد تتضمن واحدا أو أكثر مما يلي:

العلاج الغذائي


ويشمل المساعدة المتخصصة على تناول طعام صحي للوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه. وقد تحتاج بعض الفتيات أو النساء إلى دخول المستشفى للتأكد من أنهن يأكلن ما يكفي للتعافي.

ويعد الوصول إلى وزن صحي جزءا أساسيا من عملية التعافي حتى يعمل الجسم والعقل بشكل صحيح.

العلاج النفسي

ويشمل المساعدة النفسية المتخصصة لتغيير أي أفكار أو سلوكيات ضارة، وقد يركز هذا العلاج على أهمية التحدث عن المشاعر وكيف تؤثر على الأفعال.

مجموعات الدعم

حيث تلتقي الفتيات أو النساء وأحيانا أسرهن ويتبادلن قصصهن، والتأثيرات السلبية للامتناع عن الأكل، وتحفيز كل منهن الأخرى على الاستفادة من التجارب المختلفة.

العلاج الدوائي

بعد تشخيص الحالة جيدا تعمل بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب على مساعدة بعض الفتيات والنساء المصابات بفقدان الشهية عن طريق تحسين أعراض الاكتئاب والقلق التي غالبا ما ترافق فقدان الشهية.

في النهاية، تتحسن معظم النساء عن طريق العلاج ودعم العائلة وتغيير المفاهيم الخاطئة في ما يخص الصورة المثالية للجسد، ويمكنهن تناول الطعام وممارسة الرياضة بطرق صحية مرة أخرى.