عند تعرض الإنسان للتوتر والقلق الشديدين، يلجأ الجسم إلى ما يعرف ب: ميكانزمات الدفاع النفسي، وهي آليات يستخدمها الجسم للتخفيف من التوتر والضغط الواقعان وإعادة الأمور إلى الوضع الطبيعي.
إلا أن استخدام هذه الآليات بشكل متكرر يعكس ضغطًا نفسيًا عاليًا، ورغبة في الهروب من الضغط كما يقول الأخصائي النفسي مالك الشامي.
الكبت: هو عملية لا شعورية تحدث حتى يغلق الفرد على مشاعره أو رغباته التى قد تسبب له التوتر أو الألم وكأنه يرميها فى اللاشعور.
الانسحاب: وهو يعنى الهروب من الموقف المثير للتوتر أو الألم، ومحاولة تجنبه بشكل دائم.
التعميم: تعميم المشاعر من الموقف المسبب للتوتر إلى مختلف المواقف الشبيهة، مثل طفل ضربه مدرس، فبدلًا من تجنبه لهذا المدرس، يبدأ فى الخوف من جميع المدرسين وقد يرفض المدرسة ككل أو حتى كل المدارس.
العقلنة: الابتعاد عن المشاعر التى تؤدى إلى الألم عن طريق اتخاذ التفكير وسيلة للحياة، فيبدأ الفرد فى تحويل مختلف الخبرات إلى أفكار وتحليل ومحاولة تجريد.
التبرير: يبدأ الفرد فى البحث عن أسباب ليهرب بها من فشله فى موقف ما.
التعالي: تحويل الأفكار أو المشاعر غير المرغوب فيه إلى صورة أخرى يمكن تقبلها، وهو من الأساليب التى يتسم بها الأفراد الذين لديهم بصيرة بأنفسهم وبرغباتهم.
التعويض: هنا عندما يجد الفرد ذاته لا يستطيع النجاح فى مجال ما فإنه يبحث عن مجال آخر ليحقق فيه النجاح.
الإصرار: هنا يميل الفرد إلى التأكيد على رغباته وأفكاره بشكل مصر ومثابر ومباشر، ويحاول هذا الفرد التعبير عن أفكاره بشكل مقبول من الآخرين، وتعتبر هذه الوسيلة من أكثر أساليب الميكانيزمات الدفاعية نضجًا.
الإبدال: يعتبر وجه آخر للإبدال والإزاحة، حيث بدلا من أن يعبر الفرد عن مشاعره تجاه الموقف المثير للتوتر، يعبر على موقف آخر.
لدى كل شخص ميكانزمات دفاعية مختلفة، لكن تختلف نسبة تواجدها في شخص عن آخر، إلا أن زيادة حدة ردة الفعل تعكس وجود مشكلة وتنتقل لتصير مضرة.
ومن الأمثلة على ذلك قيامنا بما يعرف بالعزو الخارجي، فيقوم مالك الشامي أن إلقاء اللوم على الآخرين في مشكلة حدثت، يخفف الضغط علينا ويخفف من تحملنا لمسؤولية ما حدث، إلا أن الزيادة في إلقاء اللوم على الآخرين، يجعلنا نعتقد أن المشكلة في الآخرين وأننا نمر بمشكلة لا دخل لنا فيها.
وهذا أيضًا ينطبق على الضحك، فعند التعرض للتوتر والضغط الشديد، يعطي البعض ردة فعل تكون على شكل ضحك، إلا زيادتها تعتبر إشارة على ارتفاع نسبة التوتر والضغط.
يعتبر الضحك بسبب شدة الحزن أمرًا غير شائعًا، إلا أنه ليس مرضًا بحد ذاته كما يقول الأخصائي النفسي لـ دنيا يا دنيا، إلا في حالة ارتباطه بالاكتئاب، لأنه يعتبر أحد أعراضه.
كيف نتعامل مع هذه الحالة؟
لا بد من وجود مساحة آمنة تسمح للشخص بالتعبير عن المشاعر التي تسبب له الضغط أو القلق، مثل الكتابة أو الرسم أو الحديث مع من يثق فيه ويحبه للتخفيف من المشاعر السلبية وآثارها.
كما على الأهل والأصحاب والأقارب أن يتجاهلوا ردود الفعل الشديدة هذه، وأن لا يظهروا تفاجأً مما يرونه لحين انتهاء النوبة.
Oct 12, 2022
.jpeg)
Facebook
GMail
Telegram
Email
Tumblr
Twitter
Skype
Line
LinkedIn
