هل يمكن أن يغيّر الإنسان سماته الشخصية؟
- هل تتغير السمات الشخصية للفرد؟
تعتبر اختبارات الشخصية من الظواهر الشائعة على صفحات السوشيال ميديا، حيث تُستخدم لتوجيه الخيارات التعليمية والمهنية من قبل شركات وهيئات. لكن، في الوقت الذي تُعَد فيه هذه الاختبارات صناعة ضخمة، تفتقر إلى الأبحاث العلمية الداعمة لمصداقيتها.
تشير ورقة بحثية أعدتها شانون زافالا، أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة كنتاكي، إلى أن إحدى الإشكاليات الرئيسية في هذه الاختبارات هي افتراضها أن السمات الشخصية ثابتة، مما يعني أن الشخص يظل عالقاً في سماته الشخصية منذ ولادته. ومع ذلك، توصلت دراسات حديثة في مجال علم الشخصية إلى أن السمات يمكن أن تتغير مع مرور الوقت.
اقرأ أيضاً: شركة تُعيّن 10 قطط كموظفين لتحفيز الإنتاجية.. والنتائج مذهلة!
في ورقتها البحثية المنشورة على موقع "ذا كونفيرسيشن"، توضح زافالا: "الشخصية تعكس طريقة تفكير الشخص ومشاعره وسلوكياته المميزة. وعلى الرغم من أن تغيير الشخصية قد يبدو صعباً، إلا أن الناس يغيرون تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكياتهم باستمرار".
تستعرض زافالا مثالاً لتوضيح هذه الفكرة: "لنفترض أنك لست جديراً بالثقة إلى حد كبير. إذا بدأت في التفكير بأن الوصول في الوقت المحدد يُظهر احترامك للآخرين، وبدأت تشعر بالفخر عند وصولك قبل أصدقائك، وانخرطت في سلوكيات جديدة تزيد من التزامك بالمواعيد، فإنك تعكس خصائص الشخص الموثوق به".
اقرأ أيضاً: ما السبب وراء اتخاذ القرارات الصحيحة دومًا بعد النوم؟
إذا استمررت في المحافظة على هذه التغييرات في التفكير والمشاعر والسلوكيات مع مرور الوقت، فستصبح فعلياً شخصاً جديراً بالثقة، مما يعني أن شخصيتك قد تغيرت.
تشير البيانات والدراسات إلى إمكانية تغير السمات الشخصية، مما يفتح المجال أمام الأفراد لتطوير أنفسهم وإحداث تغييرات إيجابية في شخصياتهم. وبذلك، يتبين أن السمات الشخصية ليست ثابتة، بل يمكن أن تكون مرنة وقابلة للتطور.