مرحبا بك في موقع دنيا يا دنيا، حيث تجد كل ما تحتاجه من معلومات ونصائح .

طفلة تشاهد الرسوم المتحركة

لماذا يُحب الأطفال تكرار مشاهدة "الرسوم المتحركة" ذاتها؟

لماذا يُحب الأطفال تكرار مشاهدة "الرسوم المتحركة" ذاتها؟

نشر :  
منذ أسبوع|
اخر تحديث :  
منذ أسبوع|
|
اسم المحرر :  
عنود الخريشا
  • لماذا يكرر الأطفال مشاهدة "الرسوم المتحركة" ذاتها؟

 

غالبًا ما يلاحظ الآباء والأمهات أن أطفالهم يكررون مشاهدة نفس أفلام الرسوم المتحركة أو الحلقات المفضلة لديهم عدة مرات، مما يثير تساؤلات عن سبب هذا السلوك المتكرر. في الحقيقة، يعد هذا التصرف جزءًا من عملية تعلم وتطور طبيعي للطفل، ويعكس الحاجة الفطرية لديهم إلى الشعور بالأمان والاستقرار في عالمهم المتغير باستمرار. وفي هذا المقال، سنتعرف على الأسباب العلمية التي تفسر هذا السلوك.

تأثير التكرار: سلوك فطري مدعوم بالعلم

يُطلق الخبراء على سلوك تكرار مشاهدة نفس الرسوم المتحركة مصطلح "تأثير التكرار"، وهو مصطلح مرتبط بمجال العلوم الإدراكية. يُفسر هذا السلوك من خلال "التعلّم الإحصائي"، وهو نوع من التعلم يعتمد على ملاحظة الأنماط المتكررة في البيئة. الأطفال، بطبيعتهم، حساسون جداً لهذه الأنماط. فعندما يشاهد الطفل برنامجاً مفضلاً مثل "دورية المخلب" مثلاً، فهو لا يتابع القصة فقط، بل يستمتع أيضًا بتكرار المشهد ذاته مراراً وتكراراً، لأن دماغه يتفاعل مع هذه الأنماط المتكررة.

يعتقد العلماء أن هذا التكرار يساعد الأطفال على تعلم كيفية التنبؤ بالأحداث المستقبلية وفهم العلاقات السببية بين الأحداث. هذه العملية هي جزء من تطور الدماغ البشري الذي يساعد الأطفال على بناء مهارات التفكير والاستدلال بشكل تدريجي.


اقرأ أيضاً: مع السنة الجديدة: كيف يمكن للأم أن تعيد شحن طاقتها في بداية السنة؟


التكرار كأداة لتعلم اللغة

من الأهمية بمكان أن نلاحظ كيف يساهم تكرار مشاهدة الرسوم المتحركة في تعليم الأطفال اللغة. يتعلم الأطفال العديد من المفردات والتراكيب اللغوية من خلال سماعها بشكل متكرر في سياقات معينة. على سبيل المثال، قد يلاحظ الطفل تكرار بعض العبارات في البرامج التي يشاهدها مثل "لنذهب"، "هيا نبدأ"، أو "ساعدني". هذه العبارات تساعد الطفل على تعزيز مهاراته اللغوية وفهم معاني الكلمات والجمل من خلال ربطها بالصور والمواقف.

على الرغم من أن الأطفال قد لا يفهمون معاني هذه الكلمات في البداية، إلا أن التكرار يجعلها جزءًا من قاموسهم اللغوي تدريجياً. هذا يشمل التفاعل مع العبارات المألوفة والمتكررة التي تجعل الدماغ قادرًا على تخزين هذه المعلومات واستخدامها في المواقف المختلفة.

تأثير الراحة النفسية

هناك سبب آخر يجعل الأطفال يفضلون تكرار مشاهدة نفس الحلقات أو الأفلام، وهو تأثير الراحة النفسية. في عالم مليء بالتغييرات المستمرة، يحتاج الطفل إلى ملاذ آمن يشعر فيه بالأمان والراحة. تتكون هذه "المنطقة الآمنة" عادة من الأنماط المتكررة التي تمنح الأطفال شعورًا بالاستقرار. عندما يشاهد الطفل نفس البرنامج عدة مرات، فإنه يعرف ما سيحدث بعد ذلك، مما يقلل من القلق والتوتر الذي قد يرافق مشاهدة شيء جديد وغير مألوف.

يتعامل دماغ الطفل مع هذه الأنماط المتكررة كـ "مناطق راحة" تساعده على تقليل الضغط النفسي الناتج عن التغييرات المستمرة في بيئته اليومية. وبذلك، يوفر التكرار للأطفال شعوراً بالاستقرار في فترة نموهم وتطورهم، مما يعزز لديهم شعوراً بالراحة النفسية.


اقرأ أيضاً: هل طفلك بحاجة إلى مكملات غذائية؟ نصائح لضمان نمو صحي - فيديو


هل هو سلوك طبيعي؟

الجواب هو نعم، إنه سلوك طبيعي تمامًا، بل ويعتبر مفيدًا أيضًا. عندما يكرر الأطفال مشاهدة نفس الرسوم المتحركة، فإنهم لا يقتصرون على تكرار اللحظات المألوفة فقط، بل يتعلمون كيفية التفاعل مع العالم من حولهم بشكل أكثر عمقاً. التكرار ليس مجرد سلوك يستهلك الوقت؛ بل هو جزء أساسي من عملية التعلم والنمو النفسي للأطفال.

يُعد تكرار المشاهدة أيضًا وسيلة لتخفيف التوتر وتقليل القلق الناتج عن التغييرات المستمرة في حياتهم. إنه يساعدهم على التكيف مع العالم من حولهم بشكل أكثر سلاسة، بينما يتيح لهم فرصة لتحسين مهاراتهم اللغوية والتفاعلية.