ماذا سيحدث لو انقطعت عن التكنولوجيا الرقمية 20 دقيقة؟

• السماح للعقل بالقليل من المساحة بلا تكنولوجيا هو أكثر متعة يمنحها الناس لأنفسهم.
• الناس يقللون من قدر شعورهم بالمتعة التي يحصلون عليها من مجرد الجلوس مع أنفسهم وبصحبة أفكارهم
• البشر لديهم قدرة مذهلة على الاستغراق في التفكير المجرد من أية تحفيزات أخرى

مع انتشار التكنولوجيا الرقمية في كل مكان بهذا العصر،  بدأت العديد من الدراسات من التحذير بمخاطر هذه التكنولوجيا الرقمية على العقل والإبداع، بل ومن المخاطر التي تصاحب عدم تشغيل العقل والتفكير الذاتي بسبب الجلوس المتواصل أمام الشاشات طوال الوقت.

حيث وجدت دراسة جديدة أن السماح للعقل بالقليل من المساحة بلا تكنولوجيا هو أكثر متعة مما يتخيل الأشخاص. 

إقرأ أيضاً أحلام اليقظة عند المراهقين والأمراض نفسية

فكشف باحثون من المملكة المتحدة وألمانيا واليابان أن الناس يستخفون بقدر المتعة التي يحصلون عليها من مجرد ترك عقولهم حرة دون اتصال بجهاز رقمي أو أي شكل آخر من أشكال الإلهاء.

وفي سلسلة من التجارب مع أكثر من 250 متطوعًا، وجد الفريق أن الناس يقللون باستمرار من مقدار المتعة التي يحصلون عليها من مجرد الجلوس مع أنفسهم وبصحبة أفكارهم الخاصة لمدة تصل إلى 20 دقيقة ، والتفكير في ما يريدون كما يريدون.

إقرأ أيضاً أطعمة خطيرة على صحة العقل

"فالبشر لديهم قدرة مذهلة على الاستغراق في التفكير المجرد من أية تحفيزات أخرى"، هذا ما قالته الدكتورة آيا هاتانو من جامعة كيوتو ، والمؤلفة الرئيسية للدراسة ، في بيان إعلامي . "يشير بحثنا إلى أن الأفراد يجدون صعوبة في تقدير مدى تحرير الأفكار. يمكن أن يفسر ذلك سبب تفضيل الناس أنفسهم مشغولين بالأجهزة والمشتتات الأخرى، بدلاً من قضاء لحظة للتفكير والخيال في الحياة اليومية".

يحتاج الناس إلى تحفيز أقل مما يعتقدون

في إحدى التجارب، طلب مؤلفو الدراسة من المشاركين التنبؤ بمدى استمتاعهم بالجلوس بمفردهم، والتحليق مع أفكارهم الخاصة لمدة 20 دقيقة. وأثناء التمرين الفعلي، منع المتطوعين من استخدام الهاتف الذكي أو القراءة أو حتى التصفح.

وكشفت النتائج أن كل شخص استمتع بترك عقله حراً بعيداً عن أية وسائل رقمية، تمكن من التحليق بخياله بعيداً أكثر مما يتصور. وتم إثبات هذه النتائج، عندما قام الباحثون بتغيير التجربة عدة مرات،   بما في ذلك وضع المشاركين في غرفة اجتماعات فارغة ، في خيمة مظلمة ، وجعلهم يجلسون لمدة ثلاث دقائق فقط ، وسؤالهم عن مدى استمتاعهم مع أنفسهم خلال 20 دقيقة.

ومع كل تجربة من هذه التجارب، قال المشاركون إن مجرد الجلوس واستخدام عقولهم للتفكير بحرية كان أكثر متعة مما توقعوا.

فقدان فرصة التفكير يمكن أن يضر بالرفاهية

في تجربة مختلفة، قارن الفريق مدى استمتاع الناس بالتفكير مقارنة بالاطلاع على الأخبار عبر الإنترنت.  وهنا قلل المتطوعون بشكل كبير من مدى تمتعهم بحرية استخدام أدمغتهم مقارنة بتصفح الإنترنت. بعد التجربة، أفاد المشاركون أنهم استمتعوا بكلا النشاطين بنفس المقدار.

يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها مهمة بشكل خاص عندما تفكر في مقدار "التحميل الزائد للمعلومات" الذي يحدث على أساس يومي على الدماغ.

"أصبح الآن من السهل للغاية" قتل الوقت بتصفح الانترنت أو الاطلاع على أية معلومات رقمية ". حيث يمكنك التحقق من هاتفك بدلاً من الاستغراق في تفكيرك الداخلي الحر، لأن الجميع يتوقع أن البقاء مع بنات أفكاره وحدها سيكون مملًا ، كما يقول المؤلف المشارك في الدراسة كو موراياما والحاصل على دكتوراه، من جامعة توبنغن  "هذه التوقعات حول الإنفراد بالذات وكونها مملة ليست دقيقة،  فالشخص بذلك يفوت فرصة للتفاعل بشكل إيجابي مع الذات دون الاعتماد على أي نوع من التحفيز."

السماح للعقل بالتحرر يساعد بحل المشكلات

فوجدت الدراسات السابقة أن السماح للعقل بالتحرر يمكن أن يساعد الناس على حل المشكلات، وتعزيز إبداعهم، وحتى مساعدتهم على إيجاد معنى لحياتهم.
ويضيف موراياما: "من خلال تجنب أنشطة التفكير بنشاط ، قد يفوت الناس هذه الفوائد المهمة".

بشكل عام ، لاحظ مؤلفو الدراسة أن التفكير لا يزال شيئًا لا يعتبره الناس مهمة ممتعة بشكل خاص. فعلى مقياس من سبع نقاط من المتعة، أعطى المشاركون تمرين الفكر درجة ثلاث أو أربع من خمسة،  للمضي قدمًا، يقول الفريق إنهم سينظرون في أنواع تمارين التفكير الأكثر إمتاعًا وتحفيزًا للناس.

ويخلص موراياما إلى أنه "ليس كل التفكير مجزيًا في جوهره، وفي الواقع بعض الناس عرضة لدورات مفرغة من التفكير السلبي أيضاً".

نقلاً عن مجلة علم النفس التجريبي

التكنولوجيا الرقمية صحة نفسية مهارات التفكير

أيضاً في هذه الحزمة