تشهد التطورات الحديثة في الدراسات العلمية اكتشافات مدهشة تتعلق بالعلاقة بين الأمعاء والدماغ.
يرتبط الجهاز الهضمي بصورة خاصة بشكل وثيق بالجهاز العصبي والدماغ، فقد تم الكشف عن وجود كمية كبيرة من الأعصاب بين الخلايا المعوية، حيث يمكن أن تصل هذه الكمية إلى حجم دماغ قطة تقريبًا.
ومن المثير للاهتمام أن العديد من الأمراض العصبية يمكن أن تكون لها علاقة بمشاكل وتغيرات في الجهاز الهضمي؛ فالأمعاء تعتبر مصدرًا هامًا للتواصل مع الدماغ، حيث ينتقل نحو 90% من السيال العصبي من الأمعاء إلى الدماغ، وهذا يشير إلى أن الأمعاء لها تأثير كبير على صحة ووظائف الدماغ.
أكد الدكتور محمد صلاح، استشاري باطني وجهاز هضمي وكبد ومنظار، على أن بعض الأطعمة لها تأثير مباشر على الدماغ؛ فعلى سبيل المثال، الشوكولاتة تؤثر على إفراز السيروتونين، وهو هرمون ينتجه الدماغ ويعزز الشعور بالسعادة والراحة.
بالإضافة إلى ذلك، يُشير الباحثون إلى أن التوازن الصحي للبكتيريا في الأمعاء يلعب دورًا هامًا في صحة الدماغ؛ فالأمعاء تحتوي على مجموعة متنوعة من البكتيريا المفيدة التي تساهم في هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية الضرورية، مما يؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ وصحته.
بناءً على ذلك، فإن العناية بالأمعاء وتحسين صحتها يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الدماغ والصحة العقلية.
يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، وتناول البروبيوتيك والبريبايوتيك لتعزيز التوازن البكتيريا في الأمعاء.
وإن الرعاية الجيدة للأمعاء تلعب دورًا حاسمًا في تحسين صحة الدماغ والصحة العقلية، ويجب أن ندرك أن الأمعاء ليست مجرد جهاز هضمي، بل تعتبر أحد أجزاء الجسم المهمة التي تؤثر على العديد من الجوانب الصحية والعقلية للإنسان.