قد تظن أن مشاهدة مقاطع فيديو للحيوانات اللطيفة أو الانغماس في هواياتك المفضلة يمكن أن يضيف لمسة من البهجة إلى حياتك اليومية. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الوراثة قد تكون لها دور أكبر في سعادة الشخص مما يعتقد البعض.
في تقرير نشرته صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، وصفت ابنة المذيع التلفزيوني ريتشارد مادلي والدها بأنه يمتلك "موهبة السعادة". وقد أثار هذا الوصف تساؤلات حول مدى تأثير الوراثة على سعادة الأفراد.
توصلت الأبحاث التي نُشرت في "ذي إندبندنت" إلى أن الرفاهية والرضا عن الحياة، اللذين يُعتبران جوانباً هامة في السعادة، يمكن توريثهما بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40%. وقد كشفت الدراسات عن وجود 927 جين يمكن أن يؤثر على ابتهاج الشخص، مما يعني أن بعض الأشخاص يظهرون سلوكيات أكثر سعادة من غيرهم بسبب تأثيرات وراثية.
تأثير البيئة على السعادة أيضًا مهم. تستفيد الدراسات من التوائم المتماثلة، الذين يشتركون في الجينات ولكن يختلفون في تجارب حياتهم، لفهم كيفية تأثير البيئة والتنشئة على السلوك الإنساني. وتظهر الأبحاث أن هناك قدرة لدى الأشخاص على التأثير على حياتهم وجعلها أكثر سعادة، وهذا يُعرف بـ "الحساسية البيئية".
فعلى سبيل المثال، إذا كانت لديك "حساسية بيئية" عالية، فإنك قد تتأثر أكثر بالعوامل المحيطة بك وتجارب حياتك، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسينات في السعادة عبر تغيير السلوكيات اليومية.
في النهاية، يعد الوعي بتأثير الوراثة والبيئة على السعادة خطوة هامة نحو فهم كيفية تحسين جودة حياتنا. باستخدام هذه المعرفة، يمكن للأفراد اتخاذ قرارات تجعل حياتهم أكثر سعادة ورفاهية على المدى الطويل، مما يساهم في تعزيز جودة الحياة بشكل عام.