تعد إدارة الوقت مصدر قلق كبير للأمهات العاملات والمنشغلات، ما بين تنظيم أنشطة الأطفال، والمسؤوليات المنزلية ، ومشقات العمل والدوام الطويل والاحتياجات الشخصية للأم بحد ذاتها، لتشعر الأم وكأنها في "مطحنة" لا تستطيع أن تعمل أي شىء من أجل نفسها>
إليك نصائح د. د. رند عربيات - استشارية نفسية وأسرية تحدثت عن أثر انشغال الوالدين على الأبناء ونصائح للأهل المنشغلين، وكيف يمكن أن تقوم الأب كما الأب بتنظيم الوقت من أجل إدارة وقت أكثر قيمة للأطفال مع تنشئتهم بشكل سوي، والذي من أهم أساسياته إيجاد بيئة سوية للأطفال.
يمكن أن يؤدي التنظيم ببساطة إلى التخلص من التوتر الناتج عن المواعيد المنسية، والواجبات المنزلية المفقودة، والإصابة بالإجهاد بالنسبة للأم وللأب أيضاً.
من المهم وضع جدول زمني لكل مهمة، مع وضع استراتيجية للإنضباط تعتمد على مجموعة من الخطط والأنظمة المعمول بها، وتوزيع المسؤوليات، مع الأوقات وحجم الإنجاز.. تماماً كما تعملين في وظيفتك
إقرأ أيضاً: كيف تُراعي بيئة العمل الأم العاملة وظروفها
في حين أنه من الرائع تغطية جميع المسؤوليات المنزلية بنفسك (للتأكد من أن كل شيء يتم بسرعة وبشكل صحيح) ، فإن بذل بعض الجهد في إقناع شريك الحياة والأطفال بالمشاركة يمكن أن يكون فعالاً لخلق وقت خاص لك ولأطفالك.
أعطي لكل شىء وقته، في عملك انجزي مهامك بدقة، وضعي خطتك لإنهاء العمل في وقته بطريقة لا تفرض عليك أخذ عملك ومتاعبك للمنزل، تجنبي الوقت الضائع في العمل حتى لا يتأثر عملك في المنزل، ثم في المنزل حددي كل مهمة واعطيها وقت باستخدام نظام مراقبة الوقت، كم عدد المهام المنزلية، وكم الوقت الذي تحتاجه كل منها، وما هي الملهيات المحتملة؟
لا للمكالمات الطائشة التي لن تأتي بثمار، ضعي قائمة بالمكالمات التي من الضروري إتمامها، أو الأشخاص الذين تودين التواصل معهم عبر الهاتف، وحتى ضعي وقت لمواقع التواصل الاجتماعي.. اجعليه من وقتك الشخصي الذي سنأتي عليه فيما بعد.
رتبي أولوياتك، وما هو المهم فالأهم، في الفترة التي تكونين فيها منشغلة اجعلي أطفالك بالقرب منك يشاهدون التلفاز أو يقومون بنشاط معين ممتع بالنسبة لهم، أو يقومون بمهامهم ويمنع في هذه الفترة أي طلبات خارجة عما هو متوقع.
إقرأ أيضاً أطعمة صحية يُمكن أن تتناولها الأم المُرضعة
ضعي قائمة بالنشاطات الأسبوعية التي تقومين بها مع شريك الحياة ومع الأطفال، وقسمي الأيام الذي يكون فيه حجم المهام المهنية كبيرة وتدركين أنك مرهقة، حددي للأطفال ساعة نشاط مثلاً، تشاهدين فيه برنامجاً أو فيلماً مع الأطفال وتتناقشون فيه لا سيما مع بدء العطلة الصيفية الآن، أيضاً حددي يوم لقراءة قصة سوياً، والاستمتاع بها.. يوم لترتيب الغسيل ويكون مشتركاً بينكم، يوم لترتيب جزء معين من المنزل يعاونك فيه كترتيب الخزائن مثلاً، ويومين للنشاطات الخارجية، كالخروج للحصول على العشاء سوياً أو الذهاب للحديقة أو القيام برحلة جماعية مع الأصدقاء المشتركين الذين لديهم أطفال بنفس أعمارهم.
الروتين هو نصيحة لإدارة الوقت يمكن أن توفر الطاقة العقلية والضغط النفسي. نحن لا نتحدث عن مجرد الاستيقاظ والنوم في نفس الوقت ، ولكن حتى وجود أشياء مثل قائمة العشاء ، والتناوب الروتيني ، وحتى ممارسة الجنس مع شريكك بالتناوب (لديك احتياجاتك أيضًا). قد يبدو هذا قليلاً "آليًا جدًا" ، لكن فكر في الأمر. عندما لا داعي للقلق بشأن إعادة اختراع العجلة كل أسبوع ("ما الذي لم نأكله منذ فترة؟" "متى تم مسح هذه الأرضية آخر مرة؟" "متى كانت آخر مرة ...؟") حر في التركيز على بقية يومك ، كما يتم تحرير الوقت الذي يستغرقه التخطيط لهذه الأشياء كل أسبوع.
في حين أنه من المهم أن يكون لديك فكرة عن الشكل الذي تريد أن يبدو عليه جدولك الزمني ، فمن المهم الحفاظ على مرونة الأمور بما يكفي لاستيعاب الأشياء غير المتوقعة التي تواجهها الأمهات مثل انكسار قطعة في المنزل، انسكاب أمر ما، إن وجود إيقاع ليومك ولكن توفير الوقت وبعض الخطط الاحتياطية يمكن أن يزيل الضغط عن ما هو غير متوقع.
لقاء صديقاتك، الذهاب لصالون التجميل، العناية بعائلتك، أمور تخصك ولابد أن تضعيها ضمن جدولك حتى لا تنهاري، في الوقت الذي تقتطعين فيه هذا الوقت لنفسك، امنحي أبنائك وقتاً مع والدهم وحده، أو خصصي لهم نشاط خارجي مع أصدقائهم أو في مكان آمن، على حسب هوايات الطفل، فهناك أماكن خاصة للعب "المكعبات" وأماكن أخرى للنشاطات الرياضية، وأماكن أخرى للألعاب الترفيهية وغرفة الملاهي.
أيضاً احرصي على اتباع نظام غذائي صحي، واتبعي استراتيجيات الرعاية الذاتية، وأيضاً لا تنسي تخصيص وقت لك ولشريك حياتك لتعزيز العلاقة بينكما، وبالإمكان الطلب من أحد من العائلة أن يساندكم أو يساعدكم في الوقت المقتطع الخاص بكما.