في دراسة حديثة أجراها متخصصون في جامعة ولاية ميشيغان وجامعة شيكاغو، قالت أن النساء الكثيرات الالحاح و "النق" والذي قد يعتبر بالنسبة للكثير من الرجال سلوك مزعج، في الواقع أشبه بالأحجار الكريمة اللواتي لابد أن يحظين بتقدير شركاء حياتهن.
لأنها غالباً إمرأة تتمتع بشخصية قوية، وتميل لحماية عائلتها وشريك حياتها، وبالتالي فهي تقلل مخاطر إصابته بمشكلات صحية مثل مرض السكري.
وبالرغم أن كثرة إلحاح المرأة يؤثر على مزاج الرجل، ويصيبه بالتوتر أو الضيق، إلا أنه وبعد إجراء استفتاء لـ ال 1،229 شخصًا مع رجال، عن مدى رضاهم عن العلاقة الزوجية المصحوبة بكثرة الإلحاح. فإن جميعهم أجابوا أنهم لا يشعرون بفراغ، وأن بينهم وبين الشريكة "النقاقة" ثقة متبادلة وانتفاح، بالرغم من النقد وكثرة المطالب الموجهة لهم.
إقرأ أيضاً تأسيس جمعية مصرية للدفاع عن حقوق الرجال المطلقين
كما كان أزواج النساء المسيطرات، والمتميزات بالحرص وإدارة شؤون المنزل، أقل عرضة للإصابة بمرض السكري ، وهو ما أوضح الباحثون أنه يرجع إلى الطريقة الواعية التي تتفاعل بها النساء مع شركائهن، كما كان لذلك أثر على الصحة الأيضية أيضاً وقدرتهم على حرق الدهون وتجنب العادات الصحية الضارة.
بينما النساء الإيجابيات واللواتي لا يمارسن كثرة الانتقادة ويركزن على أنفسهن وليس على الشريك، لم يبدّين أي اهتمام بالوضع الصحي للشريك، وكانو الأكثر إصابة بمشاكل في الصحة الأيضية.
وبينما تظهر المرأة القوية والمسيطرة بأنها مؤثر إيجابي على صحة العائلة، البحث الذي أجراه خوان مانويل روميرو فيلا أن الأشخاص الذين يعانون مزاجًا سيئًا يميلون إلى السمنة، وذلك لأن المزاج السىء يزيد من إفراز أجسامنا الأدرينالين والكورتيزول، والذي يقود إلى زيادة الالتهابات في الجسم، وضعف في الطاقة العامة للإنسان، مما يسبب زيادة الوزن، كما أن تأثير التوتر يختلف من شخص لشخص، فالبعض يحفزه على العناية بنفسه، وآخرون يصيبهم بالإحباط والمتاعب النفسية وبالتالي الصحية.
إقرأ أيضاً لحياة زوجية مستقرة تعرفوا على المراحل الستة للزواج
وبينما ينتقد الكثيرون المرأة المسيطرة، يحمّلن هن شعار تحسين العالم، ويكنّ سبباً في ازدهار المجتمعات، وعلى صعيد الإطار العائلي فإن الرجل عادة لا يميل للاهتمام بصحته، مما يضع المسؤولية على الزوجات للتأكد من أنهم يمارسون الرياضة بالشكل الصحيح، لا يمارسون العادات الصحية الضارة، كما يتجنبون الحلويات والأطعمة الضارة، ويركزون على تناول الخضروات، والاعتناء بأنفسهم.
تتحدى هذه الدراسة التصور الشائع بأن جودة العلاقة الزوجية تعتمد على التقبل والتعاون وتبادل الأدوار، لكنه في الواقع أن وجود شريك مسيطر وكثير الإلحاح قد يكون مهماً لقيادة المنزل ووضع القوانين، ولا سيما القوانين الصحية، وعادة ما يضطلع دور المرأة الأهم بتدبير المنزل، وتصدر المسؤوليات، مما يمنح الرجال مساحة أقل بدون قيود المسؤوليات، ويطيل أعمارهم بصحة جيدة.