
ما سبب ظهور شريان إضافي في ذراع الإنسان؟
- ظهور شريان إضافي في ذراع الإنسان: لماذا يحدث ذلك؟
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلندرز وجامعة أديلايد في أستراليا عن ظهور شريان إضافي في ذراع الإنسان، يُعرف بالشريان المتوسط، الذي كان من المفترض أن يختفي بعد الأسبوع الثامن من الحمل، لكنه يبقى عند العديد من الأشخاص حتى بعد الولادة.
ما هو الشريان المتوسط؟
الشريان المتوسط هو وعاء دموي يمر أسفل الساعد أثناء تطور الجنين في الرحم. عادةً ما يختفي هذا الشريان بعد الأسبوع الثامن من التطور الجنيني، لتحل محله الشرايين الأخرى مثل الشريان الكعبري والزند في نقل الدم. لكن في بعض الأشخاص، يبقى هذا الشريان بعد الولادة ويستمر في ضخ الدم إلى الساعد وفي بعض الحالات، يصل إلى اليد.
زيادة ظهور الشريان المتوسط
تشير الدراسات إلى أن نسبة الأشخاص الذين يولدون بهذا الشريان قد ارتفعت بشكل ملحوظ. ففي القرن التاسع عشر، كان الشريان المتوسط يظهر في 10% من الأشخاص، بينما ارتفعت النسبة إلى 30% في أواخر القرن العشرين. في عام 2020، أفادت عالمة التشريح تيغان لوكاس بأن هذه الزيادة تُمثل تغيرًا كبيرًا في فترة زمنية قصيرة من حيث التطور البيولوجي.
اقرأ أيضاً: زراعة العظم قبل زراعة الأسنان: الأسباب والوقت المثالي لتنفيذها - فيديو
دراسة حديثة
قام الباحثون بفحص 80 ذراعًا مأخوذة من جثث أشخاص تراوحت أعمارهم بين 51 و101 عامًا، ووجدوا أن الشريان المتوسط أصبح أكثر شيوعًا بثلاثة أضعاف مقارنة بما كان عليه قبل قرن من الزمان. تم نشر هذه النتائج في "جورنال أوف أتونومي"، مما يعكس التحول الكبير في هذه الظاهرة.
الأسباب المحتملة لظهور الشريان المتوسط
يشير الباحثون إلى أن ظهور هذا الشريان قد يكون نتيجة طفرات جينية تؤثر على تطور الشريان، أو نتيجة لمشاكل صحية قد تعاني منها الأمهات أثناء الحمل. قد يكون وجود الشريان المتوسط ميزة من حيث تعزيز تدفق الدم إلى الأصابع والساعد، لكن في نفس الوقت قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل متلازمة النفق الرسغي، وهي حالة تؤثر على استخدام اليد.
توقعات المستقبل
إذا استمر هذا الاتجاه، فمن الممكن أن يكون معظم الناس في المستقبل، تحديدًا بحلول عام 2100، قد يولدون مع شريان متوسط. هذا التغيير ليس الوحيد الذي لوحظ؛ فقد أظهرت دراسات أخرى عودة ظهور عظمة الركبة المعروفة بالفابيلا، والتي أصبحت أكثر شيوعًا بثلاثة أضعاف مما كانت عليه قبل قرن.